ثمَّ هل كانوا
يسمُّون هذه المنشدات: أناشيد إسلاميَّة؛ كما تسمُّون أناشيدكم بذلك؟! وهل
كانوا يملأون بها بيوتهم، ويشغلون بها شبابهم؛ كما تفعلونه؟!
ثالثًا: قولك عن
أناشيدكم هذه: «لم أقف على ما سمَّاها بالنَّشيد العربيِّ».
نقول لفضيلتك: إذا كان الأَمْرُ
كذلك، فكيف يَصِحُّ لك أن تستدلَّ على جوازها بإنشاد النَّشيد العربيِّ الَّذي
وردت بجوازه الأحاديث، وأقوال أهل العلم، وهي لا تسمَّى نشيدًا عربيًّا على حَدِّ
قولك؟!
وكيف جاز لك أن
تسمِّيه نشيدًا إسلاميًّا، ونحن وأنت لا نجد في دواوين الإسلام ما يسمَّى بهذا
الاسم، اللَّهمَّ إلاَّ ما عند الصُّوفيَّة ممَّا يقارب هذه التَّسمية ممَّا هو من
جملة شَطَحَاتِهِم؟!
2- قولكم: «فهذه
الأدلَّة تدلُّ على أنَّ سماع النَّشيد كان كثيرًا، وبأصوات فرديَّة، وجماعيَّة»، نسأل
فضيلتكم: أين وجه الدِّلالة منها على أنَّ ذلك كان بأصوات جماعيَّة، حتَّى
نسلِّم لكم هذه الدَّعوى؟ وأين وجه الدِّلالة على هذه الكثرة الَّتي ادَّعيتها؟
3- قول فضيلتكم: «ولا مانع عندي من سماعه «أي: النَّشيد» في المجالس والنَّوادي المدرسيَّة؛ للنُّصوص السَّابقة»، أقول: هذا هو بيت القصيد لديكم، ولكن، ما وجه الدِّلالة من النُّصوص السَّابقة على جوازه في هذه الأمكنة؟ وهل كان السَّلفُ يعلِّمونه أولادهم في المدارس والكتاتيب والحلقات العلميَّة والرِّبط المدرسيَّة الَّتي هي بمثابة الجامعات الحاليَّة؟ هل كانوا يجعلون الأناشيد الجماعيَّة من ضمن دروسهم وأعمالهم العلميَّة الَّتي يتلقَّوْنها في هذه الدُّور العلميَّة؟ عليك أن تثبت لنا ذلك، وأين؟ ومتى؟