وَيَقِلُّ الفقهاء؛ فَقُرَّاءُ الكُتُبِ
اليَوْمَ كَثِيرُونَ، لكن الفقهاء منهم قليلون، والعِبْرَةُ بالفقه، لا بكثرة
القراءة والاطِّلاع.
لقد بَلَغَ الأَمْرُ
ببعضهم إلى أن يَفْتَخِرَ بأنَّه لم يتخرَّج مِنْ جَامِعَةٍ إسلاميَّةٍ، ولم
يَقْرَأْ على عَالِمٍ، وإنَّما كَوَّنَ نَفْسَهُ بنفسه، وتتلمذ على كُتُبِهِ،
وعندما يسمع هؤلاء هذه الدَّعْوَةَ إلى التَّجديد، وَأَنَّ المَجَالَ مَفْتُوحٌ
لِكُلِّ أَحَدٍ، فَسَيْصَدُرُ عَنْهُمُ العجائب -وقد صَدَرَ- كَمَا قِيلَ:
لَقَدْ هَزُلَتْ
حَتَّى بَدَتْ مِنْ هُزَالِهَا *** كِلاهَا وَحَتَّى سَامَهَا كُلُّ مُفْلِسِ
فَلَيْسَ بَيْنَ
أَحَدِهِمْ وَبَيْنَ أن يكون عالمًا إلاَّ أن يَكُونَ عِنْدَهُ مَكْتَبَةٌ،
وَيَقْرَأَ كتابًا، أو كِتَابَيْنِ، ثُمَّ يَتَصَدَّرَ للفَتْوَى والتَّدريس
والتَّأليف. فَمَهْلاً يا دُعَاةَ التَّجْدِيدِ! وَرِفْقًا بِأُمَّتِكُمْ،
وَرَحِمَ اللهُ امْرًَا عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِهِ، والسَّلامُ عَلَيْكُمْ.
*****
الصفحة 4 / 427