الارتجاز عند مزاولة الأعمال الشَّاقَّة؛
كالبناء، ونحوه، وأُبيح للحاجة إليه بصفة مؤقَّتة، وبأصوات فرديَّة، لا أصوات
جماعيَّة.
وما تسمُّونه
بالأناشيد الإسلاميَّة يختلف عن ذلك تمامًا؛ فهو يُفْعَل في غير الأحوال الَّتي
يُفْعَل فيها النَّوع الأوَّل، وبنظام خاصٍّ، وأصوات جماعيَّة منغَّمة، وربَّما
تكون أصواتًا فاتنة، كأصوات المردان، وحدثاء الأسنان من البنين والبنات، والأصل في
الغناء التَّحريم، إلاَّ ما وردت الرُّخصة فيه.
3- أنَّ الحِدَاءَ
والارتجازَ وإنشادَ الشِّعر الَّذي جاء الدَّليل عليه بالتَّرخيص فيه بقدر معيَّن
وحالة معيَّنة لا يأخذ كثيرًا من وقت المسلم، ولا يشغله عن ذكر الله، ولا يزاحم ما
هو أهمُّ.
أمَّا ما تسمُّونه
بالأناشيد الإسلاميَّة، فقد أُعطى أكثر ممَّا يستحقُّ من الوقت والجهد والتَّنظيم،
حتَّى أصبح فنًّا من الفنون يحتلُّ مكانًا من المناهج الدِّراسيَّة، والنَّشاط
المدرسيِّ، ويقوم أصحاب التَّسجيل بتسجيل كمِّيَّات هائلة منه للبيع والتَّوزيع،
حتَّى ملأ غالب البيوت، وأقبل على استماعه كثير من الشَّباب والشَّابَّات، حتَّى
شغل كثيرًا من وقتهم، وأصبح استمتاعه يزاحم استماع تسجيلات القرآن الكريم،
والسُّنَّة النَّبويَّة، والمحاضرات، والدُّروس العلميَّة المفيدة. فأين هذا من
ذاك؟!
ومعلوم أنَّ ما
شَغَلَ عن الخير، فهو محرَّم وَشَرٌّ.
الوجه الثَّاني: أنَّ مُحَاوَلَةَ
تسويغ تسمية هذه الأناشيد بالأناشيد الإسلاميَّة محاوَلَةٌ فاشلة؛ لأنَّ تسميتها
بذلك يعطيها صبغة الشَّرعيَّة، وحينئذٍ نضيف إلى الإسلام ما ليس منه.