×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 وقول أخينا أحمد: «إنَّ هذه التَّسْمِيَةَ لأجل التَّمييز بينها وبين الأناشيد والأهازيج المحرَّمة» قول غير صحيح؛ لأنَّه يمكن التَّمييز بأن يقال: الأناشيد المباحة - بدلاً من الأناشيد الإسلاميَّة - كغيرها من الأشياء الَّتي يُقال فيها: هذا مباح، وهذا محرَّم، ولا يقال هذا إسلاميٌّ، وهذا غير إسلاميٍّ، ولأنَّ تسميتها بالأناشيد الإسلاميَّة تسمية تلتبس على الجُهَّال، حتَّى يظنُّوها من الدِّين، وأنَّ في استماعها أجرًا وقُرْبَةً.

وقول الأخ أحمد: «إنَّ هذه التَّسمية من المصطلحات الحديثة؛ مثل الحضارة الإسلاميَّة، والعمارة الإسلاميَّة»، نقول له: النِّسبة إلى الإسلام ليست من الأمور الاصطلاحيَّة، وإنَّما هي من الأمور التَّوقيفيَّة الَّتي تعتمد على النَّصِّ من الشَّارع، ولم يأت نصٌّ من الشَّارع بتسمية شيء من هذه الأمور إسلاميًّا، فيجب إبقاء الشِّعر على اسمه الأصليِّ، فيقال: الشِّعر العربيُّ، والأناشيد العربيَّة، أمَّا تسمية العمارة والحضارة بالإِسلاميَّة، فهي تسمية الجُهَّال، فلا عِبْرَةَ بها، ولا دَلِيلَ فيها.

الوجه الثَّالث: أنَّ تفريق الأخ أحمد بين ما يسمِّيه بالأناشيد الإسلاميَّة وبين أناشيد الصُّوفيَّة تفريقٌ لا وَجْهَ له؛ لأنَّ بإمكان الصُّوفيَّة أن يدَّعوا في أناشيدهم ما تدَّعونه في أناشيدكم من الفائدة، والتَّرغيب في الخير، والتَّنشيط على العبادة والذِّكر، فكما أنَّكم تدَّعون أنَّ في أناشيدكم الحَثَّ على الجهاد، وأنَّها كلام طيِّب بصوت حَسَنٍ، وفيها مدح الإسلام، وَذَمُّ الكفر... إلى غير ذلك، فيمكنهم أن يقولوا مثل ذلك في أناشيدهم.

وقولكم: «إنَّ أناشيد الصُّوفيَّة لا تخلو من الآلة الَّتي تُقْرَنُ بتلحين الغناء»، هذا فارق مؤقَّت؛ فربَّما يأتي تطوير جديد لأناشيدكم يدخل فيه 


الشرح