وفي «الدُّررِ
السَّنيَّةِ في الأَجوبةِ النَّجديَّةِ» (3/ 176): سُئل الشَّيخُ عبدُ اللهِ أَبا
بُطَيْنٍ عن الدُّعاءِ عند الخَتمِ؛ فأَجاب: «الدُّعاءُ عند الختم مستحبٌّ، فعليه
بعض الصِّحاب». انتهى.
وقال الإِمام
النَّوويُّ في كتابه «التِّبيَان» (صفحة/ 82)، المسأَلة الثَّالثة: «يُستحبُّ حضور
مجلسِ ختمِ القرآنِ استحبابًا متأَكَّدًا، فقد ثبت في «الصَّحيحَين»: «أَن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أَمر الحُيَّضَ بالخروج يوم العيدِ ليشهدنَ الخيرَ ودعوةَ
المسْلمِين» ([1]). ورَوى الدَّارِمِيُّ
وابنُ أَبي دَاودَ بإِسنادِهما، عن ابنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنه كان يجعل
رجلاً يراقب رجلاً يقرأُ القرآن، فإِذا أَراد أَن يختم أَعلم ابنَ عباسٍ؛ فيشهد
ذلك.
ورَوى ابنُ أَبي
دَاودَ بإِسناديْن صحيحين عن قَتَادَةَ التَّابعي الجليلِ، صاحبِ أَنسِ بنِ مَالكٍ
رضي الله عنه، إِذا ختم القرآن جمعَ أَهله ودعا. وروى بأَسانيده الصحيحةِ عن
الحَكَمِ بنِ عُيَينَةَ التَّابعي الجليل قال: «أَرسل إِلىَّ مُجَاهدٌ وعُتبَةُ
بنُ لبَابَةَ فقالا: إِنا أَرسلنا إِليك لأَنَّا أَردنا أَن نختم القرآن،
والدُّعاءُ يستجاب عند ختم القرآن.
وفي بعض الرواياتِ
الصحيحةِ أَنه كان يُقال: إِن الرَّحمة تنزل عند خاتمة القرآن. وروى بإِسناده
الصحيح عن مجاهدٍ قال: «كانوا يجتمعون عند ختم القرآن يقولون: تنزلُ الرحمةُ».
المسأَلة الرَّابعة: الدُّعاءُ مستحبٌّ عقِب الختمِ استحبابًا متأَكدًا لما ذكرناه في المسأَلة التي قبلها، ورَوى الدَّارِمِيُّ بإِسناده عن حُمَيْدِ الأَعْرَجَ قال: «مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ ثُمَّ دَعَا، أَمَّنَ عَلَى دُعَائِهِ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مَلَكٍ» ([2]).