×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

مع أن ثابت بن قيس رضي الله عنه لم يقصد رفع الصوت عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هذا شيء طبيعي منه، ولكن هذا من شدة خوفه وحذره.

ثم قال عز وجل: ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أي: الأعراب، الذين ينادونك من وراء الحجرات ﴿صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ.

ففي هذا تأديب من الله سبحانه وتعالى لعباده عندما يستأذنون على الرسول صلى الله عليه وسلم، أو على عالم من العلماء، أو على مسلم من المسلمين - أن يستعملوا الأدب عند الاستئذان، وأن يصبروا إذا لم يُبادِر صاحب البيت بإجابتهم والخروج إليهم.

والاستئذان ثلاث، قال صلى الله عليه وسلم: «الاِسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلاَّ فَارْجِعْ» ([1])، فأنت تصبر وتستأذن ثلاث مرات، فإن أُذِن لك وإلا فارجع. لكن إذا كان هذا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم فهو أشد، ﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ [الحجرات: 5] من رفع الصوت.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [الحجرات: 5] بَشَّرهم الله سبحانه وتعالى بأنه سيغفر لهم ويرحمهم لئلا ييأسوا من رحمة الله.

وهذا من تلطفه بعباده سبحانه وفَتْح باب الرغبة إليه والأمل في رحمته، وأن الإنسان لا يقنط، لو وقع منه شيء فيه مخالفة فإنه لا يقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [الزمر: 53]، لكن عليه بالاستغفار والتوبة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2153)..