·
والفسق على نوعين:
*فسق
أكبر، يُخْرِج من الملة؛ مثل فسق إبليس لعنه الله، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ لَا
يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾
[المائدة: 108]، والمراد: الفسق الأكبر المُخْرِج من الملة.
*وفسق
أصغر، لا يُخْرِج من الملة، وهو فسق أصحاب الكبائر التي دون الشرك.
﴿بِنَبَإٖ﴾ والنبأ: هو الخبر.
وسبب
نزول الآية: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رجلاً إلى قبيلة من
المسلمين لجباية زكاتهم، وكان بين هذا الرجل وبين هذه القبيلة عداوة في الجاهلية،
فخَشِي أنهم يقتلونه إذا قَدِم عليهم، فرجع من الطريق، وقال للرسول صلى الله عليه
وسلم: إنهم منعوا الزكاة، وأَبَوْا أن يدفعوها إليَّ!! فهَمَّ النبي صلى الله عليه
وسلم أن يجهز لهم غزوا ليغزوهم، فأنزل الله هذه الآية يُبرِّئ فيها هذه القبيلة،
ويُكذِّب هذا المُخبِر، ويصف صاحبه بالفسق.
فإذا
سمعتَ خبرًا عن أحد من المسلمين أو عن أحد مطلقًا، فأنت لا تستعجل بالتصديق، إذا
كان هذا المُخبِر ليس ثقة فتَثَبَّتْ. أما لو جاء العدل الصادق بالخبر فهذا
يُقْبَل.
·
فالمُخبِرون على ثلاثة أنواع:
النوع
الأول: الصادق المعروف بالصدق. فهذا يُقْبَل خبره وروايته
وشهادته.
النوع
الثاني: معروف بالكذب. فهذا لا يُقْبَل خبره لأنه كذاب.
النوع الثالث: المشتبه المجهول، الذي لا يُدْرَى هل هو صادق أو كاذب؟ فهذا يُتوقَّف فيه حتى يتبين الأمر ولا يُستعجَل.