×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وإلى أهل العلم الذين هم ورثة الأنبياء ([1]).

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ لَٱتَّبَعۡتُمُ ٱلشَّيۡطَٰنَ إِلَّا قَلِيلٗا [النساء: 83].

وهنا يقول: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ [الحجرات: 7] أي: يعيش بين أظهركم، فكان هو المرجع، فلماذا تتقدمون عليه ولا ترجعون إليه؟! فلو رجعتم إليه لانتهت المشاكل.

والرجوع إليه حيًّا صلى الله عليه وسلم: إنهاء الأمر إليه وسؤاله.

وأما بعد مماته: فبالرجوع إلى سُنته، وإلى أهل العلم الذين هم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم.

فالأمور لها مواضع توضع فيها، ولا يتدخل فيها كل أحد! إنما تُرَد إلى أهل الرأي والخبرة والعلم والعقل والرزانة، في الأمور العامة التي تهم المسلمين.

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ فِيكُمۡ رَسُولَ ٱللَّهِۚ يعني: فعَظِّموه ووَقِّروه واحترِموه وارجعوا إليه فيما أشكل عليكم، ارجعوا إليه حيًّا بذاته، وبعد وفاته ارجعوا إلى سُنته.

ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لما طلبوا منه الوصية، حينما وعظهم موعظة بليغة، قالوا: «كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنَا»، قَالَ: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ...» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).