فيجب التأدب مع الله
سبحانه وتعالى، ومع الرسول صلى الله عليه وسلم. فإذا لم يكن عندك دليل على الحكم
من كتاب الله أو من سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنك تسكت، ولا تتدخل في
التحليل والتحريم إلاَّ على ضوء الكتاب والسُّنة. وهذا هو الأدب الذي أَدَّبَ الله
به أهل الإيمان.
ويُرْوَى
في سبب نزول الآية: أنها نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم أراد أن يُولِّي رجلاً على ولاية، فشاورهما، فأشار أبو بكر رضي
الله عنه برجل، وعمر رضي الله عنه أشار برجل آخَر، فلذلك قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ
إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾
[الحجرات: 1].
فيجب
التأدب مع الله، ومن التأدب مع الله التأدب مع كتاب الله سبحانه وتعالى. ومع سُنة الرسول
صلى الله عليه وسلم التأدب، وهي الأحاديث الصحيحة الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم.
قال:
﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ﴾ لما نهاهم عن التقدم بين يدي الله ورسوله، قال: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ﴾، والتقوى كلمة جامعة لفعل الأوامر وتَرْك النواهي.
سُميت «تقوى» لأنها تقي من عذاب الله عز وجل.
قال:
﴿إِنَّ ٱللَّهَ
سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ خَتَم
الآية بهذين الاسمين العظيمين لأقوالكم، ﴿عَلِيمٞ﴾ بأفعالكم وبنياتكم ومقاصدكم.
وفي
هذا: تحذير من الله سبحانه وتعالى من التقدم بين يدي الله
ورسوله، فإن الله ﴿سَمِيعٌ﴾
يسمع أقوالكم، و﴿عَلِيمٞ﴾
يعلم نياتكم ومقاصدكم، فاتقوه سبحانه وتعالى.
ويؤخذ من هذين الاسمين إثبات صفتين لله سبحانه وتعالى، وهما: إثبات السمع لله، وإثبات العلم لله سبحانه وتعالى، وهما من صفات كماله سبحانه وتعالى.