×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقال: ﴿سَمِيعٌ عَلِيمٞ، جاءا بصيغة المبالغة؛ لأن سمعه سبحانه وتعالى يسمع كل شيء، وعِلمه لا يخفى عليه شيء سبحانه وتعالى. خلاف المخلوق، فإنه وإن كان يَسمع ويَعلم إلاَّ أنه لا يَسمع كل شيء ولا يَعلم كل شيء. أما الله عز وجل فإنه يَسمع كل شيء في الأرض وفي السماء، ويَعلم كل شيء في الأرض وفي السماء، ويَعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى.

ففي هذا: أن العبد يتقي ربه ولا يعمل شيئًا أو يقول شيئًا أو ينوي شيئًا بقلبه - يُغْضِب الله عز وجل، فإن الله عز وجل محيط به سبحانه وتعالى.

ثم قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَرۡفَعُوٓاْ أَصۡوَٰتَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِيِّ وَلَا تَجۡهَرُواْ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ [الحجرات: 2].

هذا من الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الإنسان لا يرفع صوته عنده، بل يخفض صوته؛ تأدبًا مع الرسول وإجلالاً له صلى الله عليه وسلم، حيًّا وميتًا:

حيًّا في مجالسه صلى الله عليه وسلم، فلا يَرفع صوته عند سؤال الرسول أو الكلام مع الرسول؛ بل يَجعل صوته أخفض من صوت الرسول صلى الله عليه وسلم.

وبعد موته إذا زار قبره صلى الله عليه وسلم للسلام عليه، فإنه لا يسيء الأدب؛ فإِنَّ حُرمته صلى الله عليه وسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فيتأدب عند السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، ويُسلِّم عليه بصوت منخفض. ولا يفعل عند قبره ما نهاه الرسول صلى الله عليه وسلم عنه، من الشرك والاستغاثة بالرسول، ودعاء الرسول، وطلب الحوائج منه؛ لأن هذا نَهَى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم !! فأنت حينما تفعل هذه الأشياء تكون قد عصيت الرسول صلى الله عليه وسلم وأسأت الأدب.

فسَلَّم عليه صلى الله عليه وسلم كما تُسلِّم عليه لو كان حيًّا: بأن تقول: «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته» وبصوت منخفض.


الشرح