وَالمُؤْمِنُ أَعْظَمُ
حُرْمَةً عِنْدَ اللهِ مِنْكِ» ([1])،
فيدل هذا على أنه لا يجوز تنقص المسلمين ولمزهم بالألقاب.
ثم
قال عز وجل: ﴿بِئۡسَ ٱلِٱسۡمُ﴾ هو التنابز بالألقاب، ﴿ٱلۡفُسُوقُ﴾ وهو الخروج عن طاعة الله؛ لأن هذا خروج عن طاعة الله،
الله أمرك باحترام إخوانك، فخرجتَ على هذا فنبزتهم بالألقاب التي يكرهونها.
ولهذا
جاء في الحديث: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» ([2])،
«سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ»، فسِباب المسلم فسوق؛ كما في هذه الآية وكما في
هذا الحديث. «وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» يعني: كفر أصغر، وليس الكفر المُخْرِج من
الملة.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَمَن لَّمۡ
يَتُبۡ﴾ من هذه الخصال السيئة ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ والظالمون
لغيرهم.
·
لأن الظلم هو وَضْع الشيء في غير موضعه. وهو
ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
الأول:
ظُلْم بين العبد وبين ربه، وهو الشرك، قال سبحانه وتعالى حكاية عن لقمان: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ
لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ﴾ [لقمان:
13].
الثاني:
ظُلْم العبد لنفسه بالمعاصي والسيئات، فإنه إذا عصى الله فقد ظَلَم نفسه؛ لأنه
عَرَّضها للعقوبة. وإذا أطاع الله فقد أكرم نفسه حيث عَرَّضها للثواب.
والثالث: ظُلْم العباد بعضهم لبعض، وهو المراد هنا، ظلم العباد.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2032)، وابن ماجه رقم (3932)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (3725).