×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وهل معناه أن الإنسان يلمز نفسه؟

لا أحد يريد أن يَلْمِز نفسه!! فالمراد: لا يَلْمِز بعضكم بعضًا؛ لأن المؤمنين كالنفس الواحدة، فإذا لمزت أخاك فقد لمزت نفسك. قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ([2]).

ثم قال عز وجل: ﴿وَلَا تَنَابَزُواْ بِٱلۡأَلۡقَٰبِۖ [الحجرات: 11] كل هذه أسباب للنفرة والتفرقة قضى عليها القرآن.

و«(اللقب»: هو ما أَشعر بمدح أو ذم. أي: الألقاب السيئة التي يكرهها أخوك. فلا تلمزه بلقب سيئ أو تلمزه بعيب في جسمه، وتتنقصه من أجل ذلك؛ فإن هذا لا يجوز!

وليت طلبة العلم الآن ينتبهون لهذا؛ لأنهم وقع بعضهم في بعض باللمز والتنابز بالألقاب، وتَلَمُّس العثرات من بعضهم على بعض، والتحيزات والانقسامات!! فهذا مما حَذَّر الله عز وجل منه في هذه الآيات الناس عمومًا وطلبة العلم خصوصًا، فيجب عليهم أن يتركوا هذه الأمور لأنهم إخوة، ولأن عيب أحدهم عيب للجميع، إذا عِبتَ طالب علم عِبتَ طلبة العلم كلهم، إذا عبت عالمًا من العلماء عِبتَ العلماء كلهم.

والمؤمن حتى ولو لم يكن عالمًا، يجب احترامه. ونظر ابن عمر رضي الله عنهما يومًا إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: «مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6011)، ومسلم رقم (2586) واللفظ له.

([2])  أخرجه: البخاري رقم (481)، ومسلم رقم (2585).