×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

العبرة ليست بالظاهر، وإنما العبرة بتقوى الله سبحانه وتعالى. والسخرية: هي التنقص للمسلمين.

ثم قال عز وجل: ﴿عَسَىٰٓ أَن يَكُونُواْ خَيۡرٗا مِّنۡهُمۡ لعل أن يكون المسخور منهم خيرًا من الساخرين؛ كما في الحديث السابق، فربما يكون المسخور منه أفضل من الساخر.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا نِسَآءٞ مِّن نِّسَآءٍ دل على أن لفظ «القوم» اسم للرجال ولا تدخل فيه النساء.

ولهذا يقول الشاعر:

وَمَا أَدْرِي وَلَسْتُ إِخَالُ أَدْرِي

 

أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ

أي: لا تسخر المرأة من أختها المسلمة.

﴿عَسَىٰٓ أَن يَكُنَّ خَيۡرٗا مِّنۡهُنَّۖ، عسى أن يكون النساء المسخور منهن خيرًا من الساخرات.

فليست الأمور بالمظاهر ولا بنظريات الناس، وإنما الأمور بما في القلوب من خوف الله وخشيته ومحبته وطاعته. هذا هو المعتبر، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ» ([1]).

وكذلك لا يَسخر الرجل من المرأة، ولا تَسخر المرأة من الرجل؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ [الحجرات: 10] رجالاً ونساء، هم إخوة في الإسلام.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَلۡمِزُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ [الحجرات: 11] «اللمز»: هو التنقص، ويكون بالقول. أما «الهمز» فهو بالفعل؛ ولهذا قال عز وجل: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ [الهمزة: 1].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (34).