أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ،
كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ»
([1]).
فيجب
على المسلم أنه إذا حضر مجلسًا فيه غِيبة أو نميمة، وفيه تمسخر بالناس ونبز
بالألقاب، وسخرية بطلبة العلم والعلماء - أن يَرُد عن أعراض إخوانه، وأن ينصح هذا
الرجل.
ولما
تكلم المنافقون في الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، كما في الحديث: عَنِ
ابْنِ عُمَرَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، وَزَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَقَتَادَةَ -
دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهمْ فِي بَعْضٍ: أَنَّهُ قَالَ رَجُلٌ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ:
مَا رَأَيْنَا مِثْلَ قُرَّائِنَا هَؤُلاَءِ أَرْغَبَ بُطُونًا وَلاَ أَكْذَبَ
أَلْسِنَةً وَلاَ أَجْبَنَ عِنْدَ اللِّقَاءِ!! يَعْنِي: رَسُولَ اللهِ صلى الله
عليه وسلم وَأَصْحَابَهُ القُرَّاءَ -!
فَقَالَ
لَهُ عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ مُنَافِقٌ، لَأُخْبِرَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم !!
فَذَهَبَ
عَوْفٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُخْبِرَهُ، فَوَجَدَ القُرْآنَ
قَدْ سَبَقَهُ!
فَجَاءَ
ذَلِكَ الرَّجُلُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدِ ارْتَحَلَ
وَرَكِبَ نَاقَتَهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ
وَنَتَحَدَّثُ حَدِيثَ الرَّكْبِ، نَقْطَعُ بِهِ عَنَاءَ الطَّرِيقِ».
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: «كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مُتَعَلِّقًا بِنِسْعَةِ ([2]) نَاقَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِنْ الحِجَارَةَ لَتَنْكُبُ رِجْلَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلۡعَبُۚ﴾ [التوبة: 65] !! فَيَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «﴿قُلۡ أَبِٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِۦ وَرَسُولِهِۦ كُنتُمۡ
([1]) أخرجه: أحمد رقم (27609)، والطيالسي رقم (1737)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (442)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (7236).