×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 تَسۡتَهۡزِءُونَ [التوبة: 65] ؟! مَا يَلْتَفِتُ إِلَيْهِ، وَمَا يَزِيدُهُ عَلَيْهِ» ([1]).

فدل على أنه لا يجوز أن يجلس الإنسان ويسمع للغِيبة والنميمة وتَنَقُّص الناس، والعلماء بالذات أو طلبة العلم، ويسكت!! بل لابد أن ينكر وينصح ويَذُب عن أعراض إخوانه.

لأن أعراض إخوانك مثل عرضك، كما لا ترضى أن عرضك يُتناول، كيف ترضى أن يُتناول عِرض إخوانك وأنت جالس؟!

ثم قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ [الحجرات: 12] هذا سبب آخر، وهو إساءة الظن بالمؤمنين، لأنها تَحمل على الفساد وعلى التفرق.

والأصل في المسلم العدالة، ولا يجوز لك أن تسيء به الظن بمجرد أنك تسمع لكلام فيه، أو تسمع للنمامين والمغتابين، أو أنك حاك في نفسك شيء بالنسبة لأخيك، فلا تعمل بهذا.

والظن: هو احتمال أمرين، أحدهما أرجح من الآخر.

أما الشك: فهو تَرَدُّد بين أمرين لا مرجح لأحدهما على الآخر.

فقوله تعالى: ﴿ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ لماذا؟ ﴿إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖانظر، نهى عن الكثير من الظن؛ لأن بعضه إثم.

فهذا فيه الاحتياط، أن الإنسان يحتاط لدينه ولعِرضه ولحرمات المسلمين. والظن يسبب الإثم من الله سبحانه وتعالى، فيجتنب الكثير من الظن خشية من الوقوع في القليل منه. فهذا فيه الاحتياط في أمور الدين.

وهذا فيه دليل على أن الأصل في المسلم العدالة والخير، ولا يساء به الظن ما لم يَظهر منه شيء. فإذا ظهر منه شيء فلا تسبه في المجالس


الشرح

([1])  أخرجه: الطبري في تفسيره (19 / 456).