×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 أو تتنقصه في المجالس، بل كما سبق أنك تناصحه فيما بينك وبينه. أما الكلام فيه في المجالس فهذا زيادة شر وتفرقة بين الناس.

ولاسيما إساءة الظن بولاة أمور المسلمين، وبالعلماء وبطلبة العلم، وبأفراد المسلمين، لا تسئ الظن بهم.

بل احملهم على الخير، وكونه يحصل منهم بعض الشيء فتلك طبيعة الإنسان، هل أنت سليم؟ فَكِّر في نفسك أنت، أَنْصِفْ من نفسك، هل أنت سليم مائة بالمائة حتى تتنقص الآخرين؟ ابدأ بنفسك.

ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَانْهَهَا عَنْ غَيِّهَا

 

فَإِذَا انْتَهَتْ عَنْهُ فَأَنْتَ حَكِيمُ

فلا تسئ الظن بإخوانك المسلمين عمومًا، والخواص منهم، وهم ولاة الأمور والعلماء وطلبة العلم؛ لأن هذا يحدث مفاسد في المجتمع.

ثم قال عز وجل: ﴿وَ لَا تَجَسَّسُواْ هذا سبب آخر للإفساد بين الناس، وهو التجسس على الناس، بمعنى تَلَمُّس عثراتهم والبحث عنها، لا تبحث يا أخي عن عَوْرات الناس، عليك بنفسك وعَوْرات نفسك.

ولهذا يقول الإمام الشافعي رحمه الله:

إِذَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ تَعِيشَ سَلِيمًا مِنَ الأَذَى

 

وَحَظُّكَ مَوْفُورٌ وَعِرْضُكَ صَيِّنُ

لِسَانُكَ لاَ تَذْكُرْ بِهِ عَوْرَةَ امْرِئٍ

 

فَكُلُّكَ عَوْرَاتٌ وَلِلنَّاسُ أَلْسُنُ

فاحفظ نفسك ولا تتبع عورات الناس وتبحث عنها وهي مستورة. فـ«التجسس»: هو البحث عن المستور من عَوْرات المسلمين وزلاتهم وسقطاتهم، الناس حسابهم على الله.

ولا يَمنع هذا إذا عثرت على خطأ أو مخالفة أن تنبه أخاك فيما بينك وبينه للمناصحة، أما أن تتفكه بعرضه في المجالس فهذا جريمة عظيمة!


الشرح