×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقوله: ﴿فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ، هذا أمر للوجوب، ولا نقف متفرجين على ما يقع بين المسلمين من خصام وقتال وسوء تفاهم!! بل يجب أن نتدخل لأجل تدارك الخطر الذي ينجم عن الاختلاف.

ولهذا لما انشقت طائفة الخوارج في عهد أمير المؤمنين، الخليفة الرابع، علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وخرجوا عليه وانحازوا وصاروا يهددون المسلمين؛ أَرسل إليهم أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب - ابنَ عمه حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في معسكرهم، فناظرهم رضي الله عنه، واستعرض شبهاتهم ورَدَّ عليها برَدٍّ مقنع، فرجع منهم أربعة آلاف، وبقي أكثرهم على ضلاله!! عند ذلك قاتلهم أمير المؤمنين عملاً بهذه الآية.

·        فيُتخذ مع الطائفة الباغية خطوتان:

الخطوة الأولى: الإصلاح.

الخطوة الثانية: القتال إذا لم يُجْدِ الإصلاح.

قال: ﴿فَقَٰتِلُواْ هذا خطاب لولي الأمر وللمسلمين معه، أن يقاتلوا الفئة الباغية كفًّا لشرها عن المسلمين.

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ أي: تَرجع إلى الصواب، إلى الكتاب والسُّنة.

﴿فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ [الحجرات: 9]، فإذا فاءت ورجعت فلا حاجة إلى القتال؛ لأن القتال هنا بقَدْر الحاجة، فإذا انتهت المهمة يُكَف عن قتالهم، إذا قوتلوا فلا يُجْهَز على جريحهم، ولا تُغْنَم أموالهم، ولا تُسْبَى نساؤهم، ولا يُطْلَب هاربهم؛ لأن هؤلاء مسلمون وإنما قاتلناهم لعَرَض عارض، فإذا زال العارض انتهى القتال.


الشرح