×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

القسم الثاني: «الغارم لنفسه»، وهو المَدين المعسر، الذي لا يَقْدِر على السداد. أما إذا كان مَدينًا يَقْدِر على السداد، فهذا لا يستحق الزكاة.

ثم قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ، هذا يدل على ما دلت عليه الآية السابقة، أن الكبيرة لا تُخْرِج المسلم من الإيمان ما دامت دون الشرك والكفر بالله عز وجل؛ لأنه سماهم إخوة مع كونهم يتقاتلون.

وقال سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِيَ لَهُۥ مِنۡ أَخِيهِ شَيۡءٞ [البقرة: 178]، فسَمَّى القتيل أخًا للقاتل. فإذا عُفِي للقاتل عن شيء من دم أخيه ﴿فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيۡهِ بِإِحۡسَٰنٖۗ [البقرة: 178]، فسماهم إخوة مع كون أحدهم قاتلاً والآخَر مقتولاً!!

فدل على أن الكبيرة التي دون الشرك لا تُخْرِج المؤمن من الإيمان، لكنها تَنقص إيمانه. خلافًا للخوارج والمعتزلة، الذين يرون أن الكبائر تُخْرِج المؤمن من الإيمان، وخلافًا للمرجئة، الذين يرون أن الكبائر لا تَنقص الإيمان. فهذا هو مذهب أهل السُّنة ولله الحمد، وهو المذهب الوسط بين مذهب الخوارج ومذهب المرجئة.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ أي: بموجب الأخوة أَصْلِحوا بين أخويكم. إذا حصل سوء تفاهم بين الإخوة فاسْعَوا في الإصلاح. والمؤمنون إخوة، سواء كانوا متعاصرِين، أو كان بعضهم متأخرًا وبعضهم متقدمًا، حتى في أول الخَلْق، والمؤمنون إخوة من أول الدنيا إلى آخرها، وسواء كانوا في بلد واحد أو في بلدان متفرقة. المؤمنون إخوة؛ كما قال تعالى في حق الصحابة رضي الله عنهم: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ


الشرح