×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ويُقاتل حمية، ويُقاتل من أجل المغنم، أي ذلك في سبيل الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل » ([1]).

إن كان هذا هو القصد لإعلاء كلمة الله فهو الذي في سبيل الله، ليس كل من قاتل أو بذل المال يكون مجاهدًا في سبيل الله، قد يكون له أغراض: إما رياء، وإما سمعة، وإما عصبية، أغراض الناس كثيرة وتختلف، ولكن الغرض الصحيح من الجهاد هو إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ [الحجرات: 15]، في إيمانهم، فالإيمان؛ كما يقول الحسن البصري رحمه الله: «لَيْسَ الإِْيمَانُ بِالتَّحَلِّي وَلاَ بِالتَّمَنِّي، وَلَكِنْ مَا وَقَرَ فِي الْقَلْبِ، وَصَدَّقَتْهُ الأَْعْمَالُ» ([2]) هذا هو الإيمان، «ليس الإيمان بالتحلي»، والمظاهر «ولا بالتمني» بأن يتمنى الإنسان أنه يكون كذا وأن يكون كذا ولكن ما وقر في القلب يعني ثبت ولم يحصل فيه ريب، «وصدقته الأعمال» الظاهرة: الجهاد في سبيل الله، الصلوات، وفي الآية الأخرى يقول: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤ [الأنفال: 2- 4].

ويقول سبحانه وتعالى: ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ [المؤمنون: 1] من هم؟ ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ ٢ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ ٣ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ فَٰعِلُونَ ٤ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِفُرُوجِهِمۡ حَٰفِظُونَ ٥ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (123)، ومسلم رقم (1904).

([2])  أخرجه: البيهقي في ((الشعب)) رقم (65).