والإنسان يجب عليه أن يقول
الحقيقة ويصدق في القول، بين -سبحانه- من هو المؤمن؟ ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ﴾
[الحجرات: 15] صدقوا بقلوبهم ونطقوا بألسنتهم، وعملوا بجوارجهم، هذا هو المؤمن،
الإيمان: هو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، وآمنوا برسوله، آمنوا الله
ربًا ومعبودًا وبأسمائه وصفاته وأفعاله، وآمنوا بالرسول صلى الله عليه وسلم نبيًا
مبلغًا عن الله واتبعوه صدقوه وعزروه ونصروه هذا الإيمان بالرسول صلى الله عليه
وسلم، ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ لَمۡ يَرۡتَابُواْ﴾
لم يحصل عندهم شك أو تردد، بل كانوا صادقين في إيمانهم، إيمانًا لا يعتريه شك، ولا
تردد في الإيمان بالله، أو الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، أما الذي يتشكك في
الإيمان بالله ويتردد، أو يتشكك في الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ويتردد
فهذا ليس بمؤمن، أما إذا جاءك وسواس من الشيطان هذا لا يضر، وليس هذا شكًا فلا تنفعل
معه، أو تلتفت إليه اتركه، إنما الشك هو التردد.
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَٰهَدُواْ بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡ﴾ هذا برهان على صدقهم جاهدوا في سبيل الله بأموالهم فأنفقوها في طاعة الله، وفي إعزاز دين الله، وفي الدعوة إلى الله، وبناء المساجد، وتجهيز الغزاة في سبيل الله، هذا الجهاد بالأموال، ﴿وَأَنفُسِهِمۡ﴾ فالجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس ومعنى «جاهدوا بأنفسهم» باشروا القتال، ودخلوا المعركة، لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى أما الذي عنده شك أو ريب فإنه يتأخر عن المعركة ويتردد، أما كونه أقدم إلى المعركة، ودخل، هذا دليل على صدق إيمانه حيث قدم نفسه لله سبحانه وتعالى، غيرة لدين الله، وقوله: ﴿فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ﴾ بهذا القصد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يُقاتل شجاعة،