×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ [البقرة: 245]، كثيرة بلا حد، هذا فضل من الله سبحانه وتعالى، إذا لا تخافوا على حسناتكم ولا على أعمالكم حتى تدعوا هذه الدعوى ومعنى ﴿تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ تنقادوا له ظاهرًا وباطنًا فإن الله يحفظ ذلك لكم، بل ويضاعفه لكم من فضله وإحسانه، فهذا تطمين للمؤمن، وفي الآية الأخرى يقول: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ [البقرة: 143]، فلا تخف على أعمالك الصالحة أبدًا من الضياع فإنها محفوظة؛ وكذلك أعمالك السيئة لا تنسها فإن تنسها فإنها محفوظة، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَوۡمَ يَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوٓاْۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ [المجادلة: 6]، أعمالك عند علام الغيوب الذي لا يخفى عليه شيء، فلا تتساهل تنسى السيئات ولا تتوب إلى الله، ولا تخف من ضياع الحسنات أبدًا، فافعل وكِلْ حفظها إلى الله سبحانه وتعالى، ليس هناك أن تتخذ عندك دفترًا تقيد فيه وتقول صليت اليوم كذا، وتصدقت بكذا، وعملت بكذا، هذا له ديوان عند الله سبحانه وتعالى، ومعك حفظة من الملائكة الكرام، يكتبون ما يصدر منك من خير أو شر، فأنت اعمل الخير وتجنب الشر، واعلم أن كل شيء محفوظ عند الله سبحانه وتعالى وإن نسيته أنت، ﴿أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ [المجادلة: 6] قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ غفور لسيئاتكم، رحيم بكم، فالله يحفظ الحسنات وينميها، ويغفر السيئات، وهل يليق بالرحيم -سبحانه- أن يضيع أعمال عباده ويتركها.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لما قالت الأعراب: آمنا، ورد الله عليهم بأنهم لم يؤمنوا وإنما أسلموا،


الشرح