×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

الإحسان، فدل على أن الدين والإيمان يتفاوتان: أولاً: الإسلام، ثم الإيمان، ثم الإحسان. وهذا أعلى الدرجات، فالإنسان لا يزكي نفسه، ويدعي لنفسه منزلة من الدين لم يبلغها، بل يعترف بالتقصير ولا يزكي نفسه عند الله سبحانه وتعالى، وهذا تأديب من الله سبحانه وتعالى لعباده.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ يعني لا تقولوا: آمنا والإيمان لم يدخل في قلوبكم فتدعوا شيئا لم تصلوا إليه وتتسرعوا، وكلمة ﴿وَلَمَّا فيها رجاء، أنهم سيدخل الإيمان في قلوبهم مستقبلاً، فهذا فيه بشارة لهم وبعد أن نهاهم عن ادعاء ما ليس لهم، لم يقنطهم سبحانه وتعالى بل قال: ﴿وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ، يعني وسيدخل الإيمان فيها، وقد حصل ما وعد الله سبحانه وتعالى فحسن إسلامهم، وجاهدوا في سبيل الله، وتكامل إيمانهم فيما بعد.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡ‍ًٔاۚ [الحجرات: 14] أي لماذا تزكون أنفسكم؟ هل تخافون أن يضيع لكم شيء عند الله؟ لستم في حاجة لتزكية أنفسكم، فعملكم محفوظ لا تخافوا عليه الضياع،﴿وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ تنقادوا لله ولرسوله فإن الله ﴿لَا يَلِتۡكُم يعني لا ينقصكم ﴿مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡ‍ًٔاۚبل إنه يضاعفها سبحانه وتعالى بمنه وفضله، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةٗ يُضَٰعِفۡهَا [النساء: 40]، يضاعف الحسنة إلى عشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة لا يعلمها إلاَّ هو سبحانه وتعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱللَّهُ يُضَٰعِفُ لِمَن يَشَآءُۚ [البقرة: 261]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا 


الشرح