×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ ٦ فَمَنِ ٱبۡتَغَىٰ وَرَآءَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡعَادُونَ ٧ وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ وَعَهۡدِهِمۡ رَٰعُونَ ٨ وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَوَٰتِهِمۡ يُحَافِظُونَ ٩ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡوَٰرِثُونَ ١٠ ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١١ [المؤمنون: 2- 11]، فدل على أن الإيمان: قول وعمل واعتقاد؛ لأن الله ذكر هذه الأعمال من حقيقة الإيمان فليس الإيمان باللسان فقط، وليس الإيمان بالقلب فقط، وليس الإيمان بالأعمال الظاهرة فقط، ولكنه بمجموع هذه الأمور: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، لقوله ﴿زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا يزيد بالطاعة، ﴿وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ يفوضون أمورهم إليه، ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ وفي الآية الأخرى: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ [الأنفال: 4].

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ، فالأعراب لما قالوا: آمنا، كأنهم يعلمون الله ويخبرون الله بدينهم، هل الله يخفى عليه شيء يحتاج إلى من يخبره؟ هذا إنكار من الله سبحانه وتعالى، عليهم في قولهم: آمنا، إذ لا داعي إلى قولهم: آمنا؛ لأن الله يعلم إن كانوا مؤمنين أو غير مؤمنين، ﴿وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ محيط علمه بكل شيء ومنه إيمان المؤمن فإنه يعلمه سبحانه وتعالى، ﴿وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ بكل شيء لا يخفي عليه شيء، لا من الإيمان ولا من الكفر، ولا من الطاعة، ولا من المعصية ولا غير ذلك، ولا من الظاهر ولا من الباطن، ﴿يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى [طه: 7].

ومن هذه الآية أخذ العلماء أنه لا يجوز النطق بالنية، بأن تقول: نويت أن أصلي، نويت أن أحج، نويت أن أزكي، نويت أن أتصدق،


الشرح