شعب الفرس، وغير ذلك من
الشعوب الكبيرة، وأما القبائل فهي للعرب كما أن الأسباط لبني إسرائيل، الأسباط:
هم طوائف بني إسرائيل نسبة إلى الأسباط أولاد يعقوب عليه السلام، وهم اثنا عشر،
فالله قطع بني إسرائيل اثنتي عشرة أسباطًا أممًا.
فإذا
الشعوب للعجم، والقبائل للعرب، والأسباط لبني إسرائيل.
وما الغرض من تقسيم الناس إلى شعوب وقبائل؟ ليس الغرض التفاخر، الغرض ﴿لِتَعَارَفُوٓاْ﴾فقط، فالمقصود من معرفة الأنساب هو التعارف، بأن تعرف أنك من قبيلة كذا، ومن أسرة كذا؛ من أجل التواصل؛ ومن أجل التوارث، وغير ذلك من المصالح، فهذا هو المقصود، أما الإعتزاء إلى الشعوب والقبائل لأجل أن يفخر بعضكم على بعض فلا، لأنكم سواء في الأصل، فهذا فيه دليل على أن معرفة الأنساب أمر محمود إذا كان القصد منه التعارف فإنه محمود، وجاء فيه حديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ» ([1])، فإذا كان المقصود من معرفة الأنساب والقبائل هو فقط فلا بأس، وأما إن كان المقصود منه التفاخر، فهذا لا يجوز، لأن الفخر ليس بالنسب وإنما الفخر بالتقوى، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 13]، أي أتقاكم لله سبحانه وتعالى، والتقوى: هي فعل أوامر الله وترك نواهيه، سميت تقوى؛ لأنها تقي من عذاب الله ومن غضبه سبحانه وتعالى، وتقي من النار وحرها، فكلما كان الإنسان
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1979)، وأحمد رقم (8868)، والحاكم رقم (7284)، والطبراني في ((الأوسط)) رقم (8308).