شعرًا لسهل عليهم أن يأتوا
بمثله، وأيضًا الرسول صلى الله عليه وسلم معروف أنه ليس بشاعر، ﴿وَمَا
عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ﴾
[يس: 69]، فهو ليس بشاعر ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ﴾ [الشعراء: 224] فكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف
بالشعر، حتى إنه إذا أراد أن يُنشد بعض الأبيات قد لا يضبطها صلى الله عليه وسلم؛
لأنه ليس بشاعر، فالقرآن ليس شعرًا كما يقولون، وقالوا: هذا القرآن سحر، والقرآن
ليس بسحر، القرآن حق، والسحر باطل، ولا أصل له، وتدجيل، أما القرآن فهو حق ما أخبر
عن شيء، وما أمر بشيء إلاَّ وصار حقًا مثل الشمس، فليس هو مثل السحر الباطل الكذب،
والسحر يكون من تعاليم الشياطين والكهان، والشياطين لا تقرب الوحي أبدًا، ﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢﴾
[الشعراء: 221- 223]، فالشياطين لا تتنزل على الأنبياء أبدًا، والشياطين لا تقرب
القرآن، ولا تنزل بالقرآن أبدًا، غُنما ينزل به جبريل من الله سبحانه وتعالى، ﴿قُلۡ نَزَّلَهُۥ
رُوحُ ٱلۡقُدُسِ﴾ [النجل:
102] وهو جبريل عليه السلام فالشياطين لا تقرب الوحي ﴿إِنَّهُمۡ عَنِ
ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ﴾
[الشعراء: 212]، معزولون عن الوحي، قد يسرق الشيطان كلمة واحدة من الوحي من باب
الابتلاء، والامتحان، ويلقيها إلى الكاهن ويكذب معها الكاهن؛ من أجل أن يغري الناس
([1])،
ولكن هذا كذب مفضوح، فالقرآن لا تقربه الشياطين، قال سبحانه وتعالى: ﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢﴾
[الشعراء: 221- 222].
وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّهُمۡ عَنِ ٱلسَّمۡعِ لَمَعۡزُولُونَ﴾ [الشعراء: 212]، فلا يمكن أن يقرب الشيطان القرآن، أو ينزل به، أو يعلمه لأنه يحرقه، إنما الشيطان
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3210)، ومسلم رقم (2228).