×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 يعلم السحرة، والكهان، والمخرفين، والكذبة، أما الأنبياء، والوحي فإن الشيطان لا يقربهما.

ومع هذا كذبوا القرآن العظيم، وقالوا فيه هذه المقالات، وثبت أن القرآن ليس كما يقولون، وإنما هو كلام رب العالمين، وكل من اعترض على القرآن باء بالفشل إلى يوم القيامة، والقرآن ثابت، وراسخ رسوخ الجبال محفوظ، ما أحد يتعدى عليه أبدًا بل هو باق كما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم إلى أن يرفعه الله في آخر الزمان ([1]) لم يُبدل، ولم يُغير، ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، وصدق الله عز وجل؛ فإن الكفار على كثرتهم، وعنادهم، وبغضهم لمحمد صلى الله عليه وسلم، وللمسلمين البغض الذي لا يعادله بغض ما استطاعوا أن ينالوا القرآن بشيء مع أن القرآن يذمهم، ويلعنهم، ويسبهم سبّا ذريعًا، ويسب آلهتهم وما استطاعوا أن يغيروا القرآن أبدًا، وهذا من آيات الله سبحانه وتعالى، وهذه المعجزة العظيمة الخالدة، والدلالة على صدق هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، قال المعترضون أقوالاً، وأرادوا أن يُحاكوا القرآن، كمسيلمة ولكن أين ذهب قولهم؟ ضحك عليهم الناس، وضحك منهم العقلاء، وتلاشى قولهم، ولم يبق منه شيء، وبقي القرآن شامخًا كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم، أرادوا أن يحرفوه، وأن يغيروه فلم يستطيعوا تحريف القرآن كما فعلوا بالتوراة، والإنجيل؛ لأن الله حفظه، أما التوراة، والإنجيل فإن الله وكل حفظهما إلى الأحبار، والعلماء، لكنهم لم يحفظوها، ﴿بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ [المائدة: 44] فلم يحفظوه، بل حرفوه، وبدلوه، وغيروه، أما القرآن فلا أحد استطاع أن يغير منه حرفًا واحدًا - ولله الحمد -،


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (4049)، وابن حبان رقم (6853)، والحاكم رقم (8460).