الذي
يكون فوق، كالسقف يكون على أعمدة، أو على جدران، أما السماء أين جدرانها، وأين
أعمدتها؟ قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ
تَرَوۡنَهَاۖ﴾ [الرعد: 2]، فأين الأعمدة
التي عليها السماء، وأين اللوائح والجدران والدعامات؟ إنه الله هو الذي أمسكها
سبحانه وتعالى، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُمۡسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ أَن
تَزُولَاۚ﴾ [فاطر: 41]، فهي ممسكة بقدر
الله عز وجل، ﴿وَيُمۡسِكُ ٱلسَّمَآءَ
أَن تَقَعَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦٓۚ﴾
[الحج: 65] سبحانه وتعالى، هذه السماء الواسعة التي لا تنقطع كيف الله بناها عز
وجل ؟ قال عز وجل: ﴿وَزَيَّنَّٰهَا﴾
تزين هذه السماوات، بالنجوم، والشمس، والقمر، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا
زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ﴾
[الصافات: 6]، فأنت ترى هذه النجوم المبثوثة على صفحات السماء، وانتظامها، وسيرها
في مجاريها، وأمكنتها ما تتغير، قال: ﴿وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٖ﴾
لا يوجد بها شقوق، وتصدعات، قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ
سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ طِبَاقٗاۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلۡقِ ٱلرَّحۡمَٰنِ مِن تَفَٰوُتٖۖ
فَٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ هَلۡ تَرَىٰ مِن فُطُورٖ ٣ ثُمَّ ٱرۡجِعِ ٱلۡبَصَرَ كَرَّتَيۡنِ يَنقَلِبۡ إِلَيۡكَ ٱلۡبَصَرُ
خَاسِئٗا وَهُوَ حَسِيرٞ ٤﴾
[الملك: 3- 4]، لا يوجد بها شقوق، ولا فيها فتحات، بل محكمة البناء، دائمًا مع طول
الزمان، وطول الفترة هي لا تزال كما خلقها الله سبحانه وتعالى، ثم ذكر العالم
السفلي فقال: ﴿وَٱلۡأَرۡضَ
مَدَدۡنَٰهَا﴾للناس فراشًا، ومهادًا للناس
يسيرون عليها، ويسكنون فوقها، ويزرعون، ويسافرون فوق الأرض هل وجدت طرف الأرض؟ ما
أحد وجد طرفًا للأرض؛ لأن الله مدها وسطحها سبحانه وتعالى.
قال عز وجل: ﴿وَأَلۡقَيۡنَا فِيهَا رَوَٰسِيَ﴾، وهي الجبال؛ لأجل أن لا تميد بالناس لأن الأرض مغمورة بالماء، والأرض بالنسبة إلى الماء يقولون: تساوي الربع اليابس، والمحيطات، والبحار العظيمة الهائلة تحيط بالأرض، وفيها أمواج، وليس ببعيد عن المسامع الهيجان الذي يحصل