×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 الأخبار الماضية، والمستقبلية، وفيه من علم الغيب الذي ذكره الله في المستقبل، في الدنيا، ومستقبل الآخرة، والجنة، والنار ما لا يوجد إلاَّ في القرآن العظيم فهو مجيد بمعنى: واسع الخير، وواسع البركة، وواسع المعاني.

وكل قسم لابد أن يكون له جواب وجواب القسم هنا وهو هنا مضمون السورة فهي كلها هو جواب القسم، وجواب القسم قد يكون مصرحًا به، وقد يكون غير مصرح به، وفي القرآن النوعان - المصرح به، والذي لم يصرح به -، لكنه غير مذكور ضمنًا ومنه هذا.

قال عز وجل: ﴿بَلۡ عَجِبُوٓاْ أي: مع بيان القرآن، ووضوحه، ودلالته على الحق، وعلى الرسالة - رسالة محمد عليه الصلاة والسلام -، وعلى البعث والنشور، وعلى الجنة والنار، مع وضوحه فإن الكفار لم يؤمنوا به، ﴿بَلۡ عَجِبُوٓاْ أَن جَآءَهُم مُّنذِرٞ مِّنۡهُمۡ، وكان الواجب عليهم أن يؤمنوا، لكنهم لم يؤمنوا فـ ﴿بَلۡ حرف الإضراب، أي: أضرب عن الكلام السابق، واستأنف كلامًا جديدًا.

و﴿عَجِبُوٓاْ أي: الكفار، والعجب إنما يكون من شيء مستبعد، ومن شيء غريب، أما الشيء الواضح فلا يُتعجب منه.

وهل هذا محل عجب؟ أيعجبون أن الله خلقهم، ورزقهم، وأنهم يجب عليهم عبادة الله وحده، لا شريك له، والإيمان برسوله، هل هذا فيه عجب؟، هذا هو الذي خلق الله الخلق من أجله، فكيف يتعجبون منه، ويستغربونه، إلاَّ لاستحكام كفرهم، وعنادهم -والعياذ بالله-، فبدل أن يؤمنوا عجبوا، واستغربوا.


الشرح