فالماء من المطر، قال
سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ
مَآءٗ فَسَلَكَهُۥ يَنَٰبِيعَ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ يُخۡرِجُ بِهِۦ زَرۡعٗا
مُّخۡتَلِفًا أَلۡوَٰنُهُۥ﴾
[الزمر: 21]، فالماء من المطر.
قوله:
جمع نخلة، وهي شجرة طيبة، وصفها الله بأنها طيبة؛ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ
ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ﴾ [إبراهيم: 24]، وهي النخلة، ﴿أَصۡلُهَا
ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ﴾
[إبراهيم: 24] هذه النخلة ﴿تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ﴾ [إبراهيم: 25] ووصف الزيتون بأنه مبارك، قال: ﴿مِن شَجَرَةٖ
مُّبَٰرَكَةٖ زَيۡتُونَةٖ﴾
[النور: 35]، أما النخل فوصفه بأنه طيب، ﴿بَاسِقَٰتٖ﴾ أي: مرتفعات، تنبت أول ما تنبت، أو تغرس قصيرة، ثم
تنمو، وترتفع، ويعيش عليها أجيال من الناس، ﴿تُؤۡتِيٓ
أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ﴾
[إبراهيم: 25] قد تعيش النخلة أكثر من مئة سنة، ويتعاقب عليها أجيال يأكلون منها؛
ولهذا جاءت الأحاديث في فضل غرس النخل؛ لكثرة نفعه، وتعاقب من ينتفع به من الناس ([1]).
قوله
سبحانه وتعالى: ﴿لَّهَا طَلۡعٞ﴾،
وهو القِنوان، ﴿نَّضِيدٞ﴾أي: متراص بعضه فوق بعض، وذلك في الشماريخ.
وهذا من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى !! تجد العِذق يتكون من ثمر كثير، وكل واحدة يأتيها غذاؤها ويتوزع عليها بالعدل والقسط، ما يَنْصَبُّ الماء على واحدة، ويَقِل عن الثانية أو ينقطع، بل هو موزع بالقسط والعدل، فهذا من عجائب قدرة الله سبحانه وتعالى !! وفي الآية الأخرى: ﴿وَزُرُوعٖ وَنَخۡلٖ طَلۡعُهَا هَضِيمٞ﴾ [الشعراء: 148]، ﴿هَضِيمٞ﴾ أي: لَيِّن الملمس.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1552).