×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

قال سبحانه وتعالى: ﴿رِّزۡقٗا لِّلۡعِبَادِۖ أي: خَلَقه الله رزقًا للعباد، فأَنبت الزرع وثمر النخل لأجل رزق العباد، من ثمرات المطر أن الله يُنْبِت به جنات وبساتين، ويُنْبِت به الزروع والنخيل.

ومِن أعظم بركات المطر إحياء الأرض بعد موتها أيضًا: ﴿وَأَحۡيَيۡنَا بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ [ق: 11] تجد الأرض هامدة ميتة، ليس فيها أي عُود، جرداء، ثم يأتي عليها المطر، وبعد أيام يَظهر النبات، وتصبح روضة بهية مختلفة الطعوم والألوان والأزهار، كلها جاءت من هذه البذور التي أوجدها الله في الأرض، ساكنة فيها إلى أن يأتي المطر، ثم إنها تنبعث مثل الأموات في الأرض.

ولذلك قال: ﴿كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ، للأموات الذين يسكنون القبور في الأرض أجسامهم متحللة، وعظامهم متفتتة، ولكن يبقى شيء من الإنسان لا يَفني، وهو عَجْب الذَّنَب، منه يُركَّب خَلْق الإنسان ([1]).

فالمطر يُحيِي الله به الأرض بعد موتها. وكذلك الأجسام تحيا بعد موتها من الأرض نفسها!! فنبات الأرض شاهد على البعث، فالذي أحيا الأرض بعد موتها يُحيي العظام وهي رميم ويحيي الأموات!! ولذلك قال: ﴿كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ من القبور تُنْشَرون من قبوركم كما ينتشر النبات بعد نزول المطر عليه، مَن الذي أحياها وهي ميتة قاحلة جرداء، ليس فيها عُود أخضر، ثم تعود إليها الحياة، وتعود إليها البهجة والمناظر الجميلة!!

هذه قدرة الله عز وجل، فكيف تستبعدون عليه أنه يُحيِي الأموات، وتقولون: ﴿أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗاۖ ذَٰلِكَ رَجۡعُۢ بَعِيدٞ، أي: لا يمكن هذا في


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4935)، ومسلم رقم (2955).