قدرتكم، أما قدرة الله عز
وجل فإن الله لا يُعجزه شيء! فالعجب ليس من قدرة الله فقط، العجب من تكذيبكم وقصور
أفهامكم! هذا هو محل العجب.
﴿وَأَحۡيَيۡنَا
بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ﴾
وفي الآية الأخرى: ﴿وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ
هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ
وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۢ بَهِيجٖ﴾
[الحج: 5]، وفي الآية الأخرى: ﴿وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنَّكَ تَرَى ٱلۡأَرۡضَ خَٰشِعَةٗ
فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡۚ إِنَّ ٱلَّذِيٓ
أَحۡيَاهَا لَمُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰٓۚ إِنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: 39].
فإحياء
الأرض بعد موتها من أدلة البعث، كما أن الله يُحيي الأجسام بعد موتها، هذا موت
وهذا موت، وهذا فناء وهذا فناء، ثم بعد ذلك يعود، فكيف نستغرب على قدرة الله سبحانه
وتعالى أن يَبعث الناس، وهو الذي خلقهم أول مرة وأوجدهم من العدم؟! هو قادر على أن
يعيدهم من باب أَوْلى، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي
يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ وَلَهُ ٱلۡمَثَلُ
ٱلۡأَعۡلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [الروم: 27].
﴿وَأَحۡيَيۡنَا
بِهِۦ بَلۡدَةٗ مَّيۡتٗاۚ﴾
[ق: 11] يقال: «مَيْت» لمن قد مات. ويقال: «مَيِّت» لمن سيموت، قال سبحانه وتعالى:
﴿إِنَّكَ
مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾
[الزمر: 30] ([1]).
قال
عز وجل: ﴿كَذَٰلِكَ ٱلۡخُرُوجُ﴾ من القبور.
فالذي أَخرج النبات من الأرض القاحلة - قادر على أن يُخْرِج الأجساد من القبور؛
لأنه لا يُعجزه شيء سبحانه وتعالى.
ولكن أين العقول؟! هم يزعمون أنهم عقلاء، ويزعمون أنهم مفكرون، وأنهم حذاق... ومع هذا ينكرون قدرة الله عز وجل !!
([1]) انظر: مادة (موت) في تهذيب اللغة (14/ 244)، ولسان العرب (2/ 91).