×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم إنه سبحانه وتعالى ذَكَر ما حصل للأمم التي قبل المشركين الذين أنكروا بعثة الرسل، فليَعتبر هؤلاء، الذين كَذَّبوك أيها الرسول، فقد كَذَّب قبلهم أمم، لستَ الوحيد الذي كُذِّبتَ، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ [فصلت: 43].

فإذا كانوا كَذَّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقد سبقهم أمم كَذَّبوا الرسل فأهلكهم الله سبحانه وتعالى. وهؤلاء إذا لم يؤمنوا فسيأتيهم نصيبهم من الهلاك، فلا يغتروا بقوتهم ولا يغتروا بثروتهم، ولا يغتروا بعقولهم، ليسوا هم أذكى الأمم، ولا هم أقوى الأمم، فإن الله أهلك الأمم السابقة، وهو قادر على أن يُهلك هؤلاء.

ولكن لحِلْم الله عز وجل وعفوه لا يعاجلهم بالعقوبة؛ لعلهم يتوبون ويَرشدون، يمهلهم سبحانه وتعالى.

قوله سبحانه وتعالى: ﴿كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ أي: قبل قومك أيها الرسول، ﴿قَوۡمُ نُوحٖ نوح عليه السلام هو أول الرسل صلى الله عليه وسلم، قد بعثه الله إلى قومه لما غَلَوْا في الصالحين وعَبَدوهم من دون الله عز وجل. أرسل الله إليهم نبيه ورسوله نوحًا صلى الله عليه وسلم، فدعا إلى الله فكَذَّبوا وعاندوا، فأهلكهم الله بالغرق، فَجَّر الله عليهم الأرض، وأنزل عليهم السماء مدرارًا، بأن فتح أبواب السماء بماء منهمر، وفَجَّر الأرض عيونًا، فالتقى الماء من الأرض والسماء، وعلا الماء فوق الجبال، صارت الأرض كلها بحرًا غطت الجبال، وصارت أمواجًا كالجبال!! وهم يزعمون أنهم عندهم قوة، وعندهم، وعندهم، ما دافعوا عن أنفسهم.


الشرح