قوله عز وجل: ﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلرَّسِّ﴾ هم أمة يقال لهم: أصحاب الرَّسّ. والرَّسّ في اللغة هو:
القَليب، والبئر رَسٌّ ([1]).
فهم
أهل بئر وقَليب، كفروا بالله، فبَعَث الله إليهم نبيًّا يدعوهم إلى الله. وجاء في
الروايات: أنهم كَذَّبوه، وأخذوه وأَلْقَوْه في البئر - والعياذ بالله -، فأهلكهم
الله عز وجل.
قوله
عز وجل: ﴿وَثَمُودُ﴾ ثمود التي كانت تسكن بلاد الحِجْر، وهم الذين كانوا
ينحتون الجبال بيوتًا.
ولا
تَزال بيوتهم خاوية إلى الآن، لم تُسكن من بعدهم؛ عِبرة للناس ليتعظوا ويعتبروا،
لا ليفتخروا بهذه البيوت ويقولوا: «هذه حضارة»، و«هذا دليل على حضارة أهل الجزيرة»،
لا يُفتخر بهذا، بل يُتعجب منه، ويُعتبر به ويُخاف، فالله أبقاها للتخويف
والإنذار، لم يُبقها من أجل الآثار ومن أجل الافتخار بها واتخاذها للسياحة، هذا لا
يجوز، فالله أبقاها عبرة وتذكرة لمن يعتبر.
قوله
عز وجل: ﴿وَعَادٞ﴾ وهم قوم هود، ويسكنون في الأحقاف، في الجنوب الشرقي
لجزيرة العرب. وكان الله أعطاهم قوة في الأجسام وزادهم في الخَلْق بَسْطة، فاغتروا
بقوتهم وقالوا: ﴿مَنۡ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةًۖ﴾
[فصلت: 15].
ولما دعاهم نبي الله هود عليه السلام إلى عبادة الله وتَرْك الشرك، قال عز وجل: ﴿قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَٰعِظِينَ ١٣٦ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا خُلُقُ ٱلۡأَوَّلِينَ ١٣٧ وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ ١٣٨ فَكَذَّبُوهُ فَأَهۡلَكۡنَٰهُمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَةٗۖ وَمَا كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّؤۡمِنِينَ ١٣٩﴾ [الشعراء: 136- 139].
([1]) انظر: مادة (ر س س) في مختار الصحاح (1/ 122)، والقاموس المحيط، فصل الراء (1/ 549).