وقال
عز وجل عنهم: ﴿أَوَ لَمۡ
يَرَوۡاْ أَنَّ ٱللَّهَ ٱلَّذِي خَلَقَهُمۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُمۡ قُوَّةٗۖ
وَكَانُواْ بَِٔايَٰتِنَا يَجۡحَدُونَ﴾
[فصلت: 15]، فهم غرتهم قوتهم، فجحدوا قدرة الله عز وجل، وزعموا أنه ليس على الأرض
أحد أقوى منهم.
وقد
أهلكهم الله بشيء بسيط، وهو الريح، الريح الرقيقة أرسلها الله عليهم، فصارت تنزع
الناس من الأرض إلى الجو - والعياذ بالله -، ثم تَنكُسهم على رءوسهم، فتندق
أعناقهم، قال سبحانه وتعالى: ﴿تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمۡ أَعۡجَازُ نَخۡلٖ
مُّنقَعِرٖ﴾ [القمر: 20]، فأين قوتهم
حيث صارت الريح أقوى منهم؟! مع أن المعروف أن الريح شيء رقيق، وشيء يُقاوَم
بالجدران وبالحصون، والريح يَجعل الله فيها غذاء للأشجار وغذاء للناس، لكن هذه ريح
عقيم - والعياذ بالله -.
قوله
عز وجل: ﴿وَفِرۡعَوۡنُ﴾ مَلِك مصر الذي طغى وتَجَبَّر، وقال: ﴿أَنَا۠
رَبُّكُمُ ٱلۡأَعۡلَىٰ﴾
[النازعات: 24]، أهلكه الله سبحانه وتعالى.
قوله
عز وجل: ﴿وَإِخۡوَٰنُ
لُوطٖ﴾أي: قوم لوط، وهو ابن أخي
إبراهيم - عليهما الصلاة والسلام -.
وقومه
ارتكبوا جريمة لم يرتكبها أحد، ولا البهائم، وهي إتيان الذكور - والعياذ بالله -،
ففعل اللواط لم يسبقهم إليه أحد من العالمين.
فلما نهاهم نبيهم لوط عليه السلام، كَذَّبوه، وردوه ردًّا قبيحًا، وقالوا له: ﴿لَئِن لَّمۡ تَنتَهِ يَٰلُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡمُخۡرَجِينَ﴾ [الشعراء: 167]، سيطردونه من البلد، ويستمرون على جريمتهم الشنعاء - والعياذ بالله -، تَرَكوا ما خَلَق الله لهم من أزواجهم، وعَدَلوا إلى الشذوذ وهو إتيان الذكور، الذي فيه البلاء والأمراض وانقطاع النسل، وذَهاب الحياء...