×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ﴿مُّرِيبٍ كثير الشك والتردد، لا يثق بأخبار الأنبياء، ولا بما جاء في الكتاب والسُّنة. إما أنه يقول: هذا كذب وهذا خيال. وإما أن يقول: هذا يحتمل أنه صِدق ويحتمل أنه كذب. فعنده شك في أوامر الله عز وجل وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.

قوله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ [ق: 26] هذا من صفاته - والعياذ بالله -: أنه جَعَل مع الله شريكًا. فهو الذي جَعَل من عنده، أما الله عز وجل فليس معه إله آخَر، لكن هو نفسه جَعَل وزعم أن مع الله شريكًا، يدعوه ويرجوه.

وهذا يعم كل مشرك بالله عز وجل، وهو الذي يَعبد الله ويَعبد معه غيره. أما الذي يَجحد وجود الله فهذا مُلْحِد. وأما الذي يُقِر بوجود الله ويُقِر بتوحيد الربوبية، ولكن يَجعل مع الله إلهًا آخَر، فهذا مشرك في الألوهية التي خُلِق من أجلها.

﴿فَأَلۡقِيَاهُ هذا توكيد للخطاب الأول. أَلْقِيا في جهنم أيها المَلَكانِ ﴿فِي ٱلۡعَذَابِ ٱلشَّدِيدِ [ق: 26]، وكلمة ﴿ٱلۡعَذَابِ تكفي، ولكنه عذاب شديد، لا يَعلم شدته إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

قوله سبحانه وتعالى: ﴿قَالَ قَرِينُهُۥمَن هو القرين؟ هل هو القرين الأول؟ لا، ليس القرين الأول، القرين الأول هو المَلَك الذي يَحفظ أعماله. لكن هذا القرين هو شيطان - والعياذ بالله -.

﴿قَالَ قَرِينُهُۥ أي: الشيطان؛ لأن مَن أَعرض عن ذكر الله قَيَّض الله له شيطانًا، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَٰنِ نُقَيِّضۡ لَهُۥ شَيۡطَٰنٗا فَهُوَ لَهُۥ قَرِينٞ ٣٦ وَإِنَّهُمۡ لَيَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ ٣٧ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَٰلَيۡتَ بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ ٣٨ [الزخرف: 36- 38].


الشرح