×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

سواء جلس في بلده ومع المسلمين، أو ذهب للخارج وفَسَق وفَسَد، وسَرَح ومَرَح!! لا يَظن أنه يَخفى على الله، فهو إن خَفِي على الناس، وعلى أهل بلده وعلى أقاربه، فإن الله رقيب عليه، والله معه في أي مكان، والملائكة معه أيضًا تَكتب عليه.

فلا يَظن أنه إذا سافر للفساد في أوروبا، أو في أمريكا، أو في أي بلد فاسد، يريد أن يَسْرح ويَمْرح، لا يَظن أنه مُهْمَل ولا أحد يدري عنه!! فهو مُراقَب ومُلازَم بالليل والنهار، فليفعل ما يشاء، هو يَفعل لنفسه أو عليها!!

فإذا انتهى الأجل، وشارف العمل على الختام، وآن انتهاء الحياة في هذه الدنيا، جاءه مَلَك الموت ومعه أعوانه من الملائكة؛ لقَبْض رُوحه.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَجَآءَتۡ سَكۡرَةُ ٱلۡمَوۡتِ بِٱلۡحَقِّۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ [ق: 19] يصاب بسكرة، أي: بإغماء وبضياع فكر، وبانشغال لا يَعلمه إلاَّ الله، وبذهول من شدة الألم وشدة المطلع وشدة الهول الذي يراه، ما حَسِب له حُسبانًا، ولا جاء على باله حينما سَرَح ومَرَح في هذه الدنيا، ما جاءت على باله هذه الساعة التي تنتظره، ولابد له منها، ولن يَسْلَم من الموت، قال سبحانه وتعالى: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ [الأنبياء: 35]، أهل الخير، وأهل الشر، الرسل - عليهم الصلاة والسلام - وغيرهم، ما أحد يَسْلَم من الموت، ولابد منه.

وهو ينتظرك حينما ينتهي أجلك، سواءٌ كان أجلك طويلاً أو قليلاً، فإن الموت يأتي، فيَحضر مَلَك الموت ومعه أعوانه؛ لقَبْض رُوحك، واستخراجها من البدن يَحصل مع ذلك معاناة شديدة -والعياذ بالله-، وسَكَرات وغَمَرات، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ إِذِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِي غَمَرَٰتِ ٱلۡمَوۡتِ


الشرح