×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ بَاسِطُوٓاْ أَيۡدِيهِمۡ أَخۡرِجُوٓاْ أَنفُسَكُمُۖ ٱلۡيَوۡمَ تُجۡزَوۡنَ عَذَابَ ٱلۡهُونِ بِمَا كُنتُمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ وَكُنتُمۡ عَنۡ ءَايَٰتِهِۦ تَسۡتَكۡبِرُونَ [الأنعام: 93].

والنبي صلى الله عليه وسلم قاسى منها، وقال وهو يعاني سكرات الموت: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ» ([1]).

فليتذكر الإنسان هذه الحالة، وهو لا يدري متى تقع، ربما تفاجئك وأنت في أحسن أحوالك، وأنت مسرور، وأنت تَسْرح وتَمْرح يفاجئك الموت، وكم سَقَط من ميت وهو في أبهى لذاته وأبهى مظاهره! كم سَقَط من ميت وهو يؤمل أن يعمل كذا ويعمل كذا! وكم نسمع من مفاجآت الموت، إما المفاجآت الفردية وما يسمونه بـ«السكتة»، أو يسمونه بـ«النزلة القلبية»، وكم سقطت الجماعات التي يحصل لهم نكبات من القتل أو الحوادث، فيموتون جميعًا في لحظة واحدة، وهم يُؤمِّلون ويبنون القصور ويَجمعون الأموال، لكن الموت يَحُول بينهم وبين ما يريدون، وكل آتٍ قريب!! قال سبحانه وتعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ [الأنعام: 61].

فالمُحتضَر يُعايِن الحق الذي كان يُكذِّب به في الدنيا، أو يتهاون به، أو يتكاسل عنه. فإذا نزل به الموت يشاهد ما كان يُكذِّب به في الدنيا، أو ما كان ضيعه وأهمله، يشاهده، قال الله: ﴿بَلۡ كَذَّبُواْ بِٱلۡحَقِّ لَمَّا جَآءَهُمۡ فَهُمۡ فِيٓ أَمۡرٖ مَّرِيجٍ [ق: 5]، فعند الموت يعاينون الحق الذي كَذَّبوا به، يرونه عِيَانًا بأبصارهم في وقت لا يستطيعون التخلص مما هم فيه، ولا يستطيعون الاستدراك لِما ضيعوا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4449).