×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

قال عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ أي: هذا الذي يحصل عند الموت ﴿مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ [ق: 19] أي: تفر. فالإنسان يفر من الموت ويَكره الموت، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡمَوۡتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنۡهُ فَإِنَّهُۥ مُلَٰقِيكُمۡۖ [الجمعة: 8]، اهرب إلى ما تشاء! اهرب إلى الجو، إلى أوروبا، إلى أمريكا، إلى البحار، إلى البر! لن تتخلص من الموت أبدًا! ومن العجب أنك تفر منه وهو أمامك، أنت تفر إلى الموت وفي نظرك أنك تهرب من الموت، وهو أمامك، وأنت ذهبت إليه.

فقوله سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنۡهُ تَحِيدُ أي: تهرب في حياتك وتخاف من الموت. فالذي يتذكر الموت ويستعد له، فهذا مُوفَّق.

قال عز وجل: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡوَعِيدِ ٢٠ وَجَآءَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّعَهَا سَآئِقٞ وَشَهِيدٞ ٢١ لَّقَدۡ كُنتَ فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا فَكَشَفۡنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلۡيَوۡمَ حَدِيدٞ ٢٢ [ق: 20- 22] فالموت هو القيامة الأولى، فمَن مات قامت قيامته. وهناك القيامة الكبرى، وهي قيام الناس من القبور.

﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِۚ والصُّور: هو القرن الذي مع إسرافيل عليه السلام، قَرْن لا يَعلم عِظمه إلاَّ الله، وهذا المَلَك الذي ينفخ فيه لا يَعلم عِظم خلقته إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

·        والنفخ في الصور سيكون ثلاث مرات، ذكرها الله في القرآن:

النفخة الأولى: نفخة الفزع، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوۡمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۚ وَكُلٌّ أَتَوۡهُ دَٰخِرِينَ [النمل: 87]، هذه نفخة الفزع.

النفخة الثانية: نفخة الموت، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ أي: مات ﴿مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ [الزمر: 68].


الشرح