×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

أما الآخرة فما فيها يستمر، أهل الجنة يستمر لهم النعيم، وأهل النار - والعياذ بالله - يستمر لهم العذاب. ولهذا تسمى الآخرة دار القرار، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ [غافر: 39] فهي الاستقرار الذي لا انتقال منه، فهي دار الخلود، والخلود: هو البقاء الذي لا فناء له.

لا كما يكون في الدنيا، تشاهدون الآن قصور الملوك والمنعمين والأمم السابقة ترونها أطلالاً متهدمة، بعد أن كانت مزدهرة، وكانت فيها العزة، وفيها ما يتنعمون به، والآن أصبحت خرابًا بلقعًا، هكذا الدنيا!!

أما الجنة فإنها لا خراب لها، ولا زوال لها ولا فناء، ولا هَرَم، ولا كِبَر، ولا مرض.

فقوله سبحانه وتعالى: ﴿ذَٰلِكَ يَوۡمُ ٱلۡخُلُودِ [ق: 34] هذا تطمين لهم، وزيادة نعيم لهم، بحيث يطمئنون أن هذا لا يزول أبدًا، ولا يخافون عليه أن يؤخذ ويُسلب أبدًا، مَن دخل الجنة لا يَخرج منها أبدًا.

ثم قال سبحانه وتعالى:﴿لَهُم أي: لأهل الجنة، والمتقين الذين سبق ذكرهم ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا، نعيم بعد نعيم، وبشارة بعد بشارة، ما يشاءون مما تطلبه نفوسهم يحضر عندهم في الحال، بدون تعب وبدون مشقة.

بخلاف الدنيا، فأنت إذا أردت شيئًا في الدنيا فقد لا تحصل عليه، وإن كنت تتمناه وتريده فلا تحصل عليه. أما في الآخرة في الجنة فكل ما أردته يحصل في الحال.

وقوله سبحانه وتعالى: ﴿لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَاأي: من غير تحديد، اطلب ما تريد في الجنة، وبدون ثمن، بدون بيع وشراء؛ لأنهم اشتروه في الدنيا،


الشرح