قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ٱشۡتَرَىٰ
مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَنفُسَهُمۡ وَأَمۡوَٰلَهُم بِأَنَّ لَهُمُ ٱلۡجَنَّةَۚ
يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيَقۡتُلُونَ وَيُقۡتَلُونَۖ وَعۡدًا عَلَيۡهِ
حَقّٗا فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ وَٱلۡقُرۡءَانِۚ وَمَنۡ أَوۡفَىٰ بِعَهۡدِهِۦ
مِنَ ٱللَّهِۚ فَٱسۡتَبۡشِرُواْ بِبَيۡعِكُمُ ٱلَّذِي بَايَعۡتُم بِهِۦۚ وَذَٰلِكَ
هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ﴾
[التوبة: 111]، هم قَدَّموا الثمن في الدنيا، ففي الآخرة يأخذون ما يريدون بدون
ثمن.
ولا
يكفي هذا، بل قال: ﴿وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ﴾
لدى الله عز وجل وعنده مزيد من النعيم، فليس ما في الجنة محصورًا فيما يشاهدونه،
بل إن الله يَزيدهم سبحانه وتعالى من كل سرور ومن كل نعيم، فلا يَخْشَون أن هذا
السرور ينفد أو يزول، بل إن الله يَزيدهم دائمًا وأبدًا.
وقيل:
﴿وَلَدَيۡنَا
مَزِيدٞ﴾وهو: التنعم برؤية الله
سبحانه وتعالى؛ لأن أهل الجنة يرون ربهم سبحانه وتعالى في كل جمعة في الدنيا، أي:
كل ما يوافق يوم جمعة في الدنيا يزورون ربهم ويرونه، ويتجلى لهم سبحانه وتعالى.
فهذا هو المزيد؛ كما في الآية الأخرى في سورة «يونس» ﴿لِّلَّذِينَ
أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ﴾
[يونس: 26] هي النظر إلى وجه الله سبحانه وتعالى ([1])،
وهذا أعظم من الجنة وأعظم مما فيها.
﴿وَلَدَيۡنَا مَزِيدٞ﴾ مزيد من النعيم، ومزيد وهو رؤية الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم آمنوا به في الدنيا ولم يروه، بل اعتمدوا على خبر الله وخبر رسوله، آمنوا به بالغيب ولم يروه، فالله عز وجل يجازيهم ويتجلى لهم في الآخرة حتى يروه عِيانًا بأبصارهم؛ كما صحت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ([2]).
([1]) أخرجه: ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) رقم (34806) عن حذيفة رضي الله عنه.