وفي
القرآن: ﴿لِّلَّذِينَ
أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ﴾
[يونس: 26] وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها رؤيتهم لله سبحانه وتعالى.
وقال
في الكفار: ﴿كَلَّآ
إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ﴾
[المطففين: 15] فدل على أن المؤمنين لا يُحْجَبون عن الله سبحانه وتعالى. أما
الكفار فلما لم يؤمنوا به في الدنيا، حَجَبهم الله عن رؤيته يوم القيامة؛ عقوبة
لهم - والعياذ بالله -.
ثم
قال سبحانه وتعالى متوعدًا الكفار الذين ذكرهم في أول السورة:﴿وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم مِّن قَرۡنٍ﴾ أي: قبل كفار قريش الذين كفروا برسول الله صلى الله
عليه وسلم، وكَذَّبوه وكَذَّبوا بالقرآن وكَذَّبوا بالبعث، فالله سبحانه وتعالى لا
يهملهم ولا يتركهم، بل إنه سيوقع بهم ما أوقع بالأمم التي هي أقوى منهم!! فعادٌ
وثمود أقوى من قريش، والأمم السابقة أقوى ﴿وَكَمۡ
أَهۡلَكۡنَا قَبۡلَهُم﴾
أي: كفار قريش، ﴿مِّن قَرۡنٍ﴾
والقرن: هو الأمة والجيل من الناس، ﴿هُمۡ أَشَدُّ مِنۡهُم بَطۡشٗا﴾،
أشد من قريش، وهل كفار قريش مثل عاد وثمود في القوة؟ هل هم مثل فرعون في القوة؟ ما
نفعتهم قوتهم، أي: الأوائل.
﴿فَنَقَّبُواْ
فِي ٱلۡبِلَٰدِ هَلۡ مِن مَّحِيصٍ﴾والأمم
السابقة ساروا في البلاد، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَأَثَارُواْ ٱلۡأَرۡضَ
وَعَمَرُوهَآ أَكۡثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا﴾
[الروم: 9].
و«(التنقيب»:
هو السفر والسير في الأرض. نَقَّبوا في البلاد! ومع هذا لم ينفعهم، لم تنفعهم
دنياهم وقوتهم، وما أوتوه من زهرة الدنيا، لم ينفعهم ذلك.
فإذا
أهلك الله هؤلاء القرون القوية، فهو قادر على أن يُهلك هذا القرن الضعيف من باب
أَوْلى!! وتلك آثارهم باقية إلى الآن، هل أغنتهم؟ هل نفعتهم؟ هل امتنعوا من عذاب
الله عز وجل ؟
إذًا هؤلاء الكفار لا يأمنون على أنفسهم.