×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

والسعيد مَن وُعِظ بغيره! قال سبحانه: ﴿وَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ أَمۡلَيۡتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ ثُمَّ أَخَذۡتُهَا وَإِلَيَّ ٱلۡمَصِيرُ [الحج: 48] وقال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا [محمد: 10] وقال سبحانه: ﴿قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ ثُمَّ ٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ [الأنعام: 11].

فهم ساروا في البلاد شَمالاً وجنوبًا، وغربًا وشرقًا، ما تَرَكوا من الأرض شيئًا، ومع هذا ما أغنى عنهم، هلكوا جميعًا!!

قال سبحانه وتعالى: ﴿فَتِلۡكَ بُيُوتُهُمۡ خَاوِيَةَۢ بِمَا ظَلَمُوٓاْۚ [النمل: 52]، وقال: ﴿فَتِلۡكَ مَسَٰكِنُهُمۡ لَمۡ تُسۡكَن مِّنۢ بَعۡدِهِمۡ إِلَّا قَلِيلٗاۖ [القصص: 58].

فهذا وعيد من الله سبحانه وتعالى لهؤلاء، ولمن جاء بعدهم من الكفرة.

وفي العالم الآن نرى الدول القوية العاتية التي اغترت بقوتها، أن الله عز وجل دمرهم بقدرته وأصبحوا أذلة بعد أن كانوا أقوياء، دول معروفة، مثل ألمانيا والإنجليز والروس، كلهم أعطاهم الله قوة فاغتروا بها، ثم دمرهم الله عز وجل ! واليابان وغيرها، كلها دول اغترت بقوتها، فسلط الله عليهم مَن هو أقوى منهم من جنده سبحانه وتعالى، فالله عز وجل يمهل ولا يهمل.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿هَلۡ مِن مَّحِيصٍ، هل أحد منهم هرب؟ أفلت من طلب الله له سبحانه وتعالى ؟ هل أحد منهم مَنَع العقوبة عن نفسه؟ أبدًا، لا يستطيعون، لا يستطيع أحد أن يَرُد ما أجراه الله سبحانه وتعالى.

وهذا استفهام بمعنى النفي، أي: لا محيص لهم، ولا مفر لهم من الله سبحانه وتعالى.

ثم قال سبحانه وتعالى لما ذَكَر في أول هذه السورة البراهين والعبر: ﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكۡرَىٰ أي: تذكيرًا ووعظًا من الله سبحانه وتعالى، ﴿لِمَن كَانَ لَهُۥ قَلۡبٌ.


الشرح