×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ومعنى ﴿وَأُزۡلِفَتِ أي: قُرِّبت. ﴿ٱلۡجَنَّةُ، ﴿ٱلۡجَنَّةُ في اللغة اسم للبستان الملتف بالأشجار، من الاجتنان وهو الاختفاء ([1])، فهي تُجِن مَن فيها لِما فيها من الأشجار الملتفة.

والجنة درجات، والنار - والعياذ بالله - دركات. الجنة درجات بعضها فوق بعض، يدخلها الناس بحَسَب أعمالهم. والنار دركات إلى أسفل، بعضها تحت بعض، وكل طبقة من النار فيها صنف من المعذبين - والعياذ بالله -.

﴿وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِينَ غَيۡرَ بَعِيدٍ الذين كانوا يُوعَدون بها في الدنيا، لَمَّا آمنوا بها في الدنيا، ولم يروها وعَمِلوا لها، فإن الله - سبحانه - أقر أعينهم برؤيتها في هذا المشهد العظيم. آمنوا بها في الدنيا وعَمِلوا لها وهم لم يروها؛ إيمانًا بخبر الله سبحانه وتعالى وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهم آمنوا بالغيب، فالغيب صار شهادة في هذا الموقف.

قوله سبحانه وتعالى: ﴿غَيۡرَ بَعِيدٍ أي: يرونها قريبة منهم، ويشاهدون ما فيها من النعيم والسرور والمنازل؛ لأجل أن تَقر أعينهم بذلك ويفرحوا به؛ ثمرة لأعمالهم الصالحة التي قَدَّموها في الدنيا. تعبوا قليلاً في الدنيا واستراحوا دائمًا في الآخرة. صبروا على طاعة الله في الدنيا وعن محارم الله، فأنتج لهم ذلك هذه العاقبة الحميدة.

وقيل: ﴿غَيۡرَ بَعِيدٍ أي: أن هذا الوعد آتٍ بلا شك؛ لأن كل آتٍ فهو قريب، فالمستقبل قريب والماضي بعيد، أي: أن هذا وعد قريب وقوعه.


الشرح

([1])  انظر مادة (جنن) في: مقاييس اللغة (1/ 421)، وتاج العروس (34/ 374).