فليس
الغريب أن الإنسان يخطئ؛ لأن هذه طبيعة البشر «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ»،
طبيعة البشر. ولكن الغريب أن الإنسان لا يتوب، هذا هو الغريب، يخطئ ولا يتوب. أما
مَن أخطأ وتاب فهذا لا يضره الخطأ والله يغفر له، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنِّي
لَغَفَّارٞ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ﴾ [طه: 82]، وقال: ﴿قُلۡ
يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن
رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ﴾ [الزمر: 53].
وفي
قوله: ﴿أَوَّابٍ﴾ إشارة إلى أن الإنسان كلما أخطأ تاب. ﴿أَوَّابٍ﴾ كثير التوبة وكثير الرجوع.
فدل
على أنه كلما أخطأ وأذنب تاب إلى الله سبحانه وتعالى. ولا يقنط من رحمة الله، ولا
يقل: «أنا تبت ثم رجعت، أنا ليس لي توبة» لأن هذا من الشيطان، فلا يقل هذا، بل
كلما أذنب تاب.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ
أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ﴾
[آل عمران: 135]، ﴿إِذَا فَعَلُواْ﴾
﴿إِذَا﴾ يتكرر هذا منهم، ﴿وَٱلَّذِينَ
إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ
لِذُنُوبِهِمۡ وَمَن يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ﴾
[آل عمران: 135]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ
أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ
جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾
[الزمر: 53].
فلا
تتعاظم ذنبك وتظن أن الله لا يغفره، ولا تمتنع من التوبة لأنه تكرر منك فعلها، بل
تب إلى الله سبحانه وتعالى توبة صحيحة، والله يتوب على من تاب.
وجاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عز وجل، قَالَ: «أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: