×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ» ([1]).

فالله يحب من عباده أن يتوبوا، ولو تكررت ذنوبهم، ولو عَظُمت ذنوبهم، ولا يقنطوا من رحمة الله سبحانه وتعالى.

فالذين قالوا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ [المائدة: 72]، وقالوا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ [المائدة: 73]، وهذا من أقبح القول! ومع هذا يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ [المائدة: 74] فلو تابوا إلى الله، تاب الله عليهم مع أن مقالتهم أشنع المقالات!!

قوله سبحانه وتعالى: ﴿حَفِيظٖ: صيغة مبالغة من الحفظ، أي: كثير الحفظ. بمعنى أنه يَحفظ حدود الله فلا يقع فيها، وإذا وقع فيها تاب إلى الله عز وجل. قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡحَٰفِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ [التوبة: 112]، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» ([2]) وفي رواية: «تَجِدْهُ أَمَامَكَ» ([3]).

فالحفيظ: هو الذي يَحفظ حدود الله وحرمات الله عز وجل.


الشرح

([1])  أخرجه: النَّسَائي في ((الكبرى)) رقم (8749)، وأحمد رقم (753)، والحاكم رقم (7608).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، وأبو يعلى رقم (2556).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (2803)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (1043).