أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا،
فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ
عَادَ فَأَذْنَبَ، فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى:
عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ،
وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي
ذَنْبِي، فَقَالَ تبارك وتعالى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ
رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ
غَفَرْتُ لَكَ» ([1]).
فالله
يحب من عباده أن يتوبوا، ولو تكررت ذنوبهم، ولو عَظُمت ذنوبهم، ولا يقنطوا من رحمة
الله سبحانه وتعالى.
فالذين
قالوا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ﴾
[المائدة: 72]، وقالوا: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة: 73]، وهذا من أقبح القول! ومع هذا يقول الله
سبحانه وتعالى: ﴿أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ
وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾
[المائدة: 74] فلو تابوا إلى الله، تاب الله عليهم مع أن مقالتهم أشنع المقالات!!
قوله
سبحانه وتعالى: ﴿حَفِيظٖ﴾:
صيغة مبالغة من الحفظ، أي: كثير الحفظ. بمعنى أنه يَحفظ حدود الله فلا يقع فيها،
وإذا وقع فيها تاب إلى الله عز وجل. قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡحَٰفِظُونَ
لِحُدُودِ ٱللَّهِۗ﴾ [التوبة:
112]، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه
وسلم يَوْمًا، فَقَالَ: «يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ، احْفَظِ
اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ» ([2])
وفي رواية: «تَجِدْهُ أَمَامَكَ» ([3]).
فالحفيظ: هو الذي يَحفظ حدود الله وحرمات الله عز وجل.
([1]) أخرجه: النَّسَائي في ((الكبرى)) رقم (8749)، وأحمد رقم (753)، والحاكم رقم (7608).