×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وقيل: الحفيظ هو الذي يحصي ذنوبه ويتوب منها، ولا ينساها ويحاسب نفسه.

ولا تَنافي بين المعنيين، فالحفيظ: يراد به الذي يَحفظ حدود الله، والتائبُ الذي يتوب من ذنوبه - أيضًا - هو يحفظ حدود الله بالتوبة. يحفظها في الأول فلا يقربها، وإذا وقع فيها فإنه يحفظها بالتوبة والاستغفار.

والحفيظ: ﴿مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ [ق: 33] خاف منه سبحانه وتعالى ﴿بِٱلۡغَيۡبِ أي: في حال غَيبته عن الناس، بحيث لا يراه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

لأن بعض الناس قد يتظاهر عند الناس بالصلاح والتوبة والاستغفار!! لكنه إذا خلا ظن أنه لا يراه أحد، فيبارز الله بالمعاصي! هذا لا يخشى الله في الغيب، إنما يتظاهر بخَشيته عند الناس.

لكن الخَشية الحقيقية هي التي تكون في الغيب، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَخۡشَوۡنَ رَبَّهُم بِٱلۡغَيۡبِ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَأَجۡرٞ كَبِيرٞ [الملك: 12] أي: في حال غَيبتهم عن الناس.

وفي الحديث أن من السبعة الذين يُظلهم الله في ظله يوم القيامة: «وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ» ([1]) ذَكَر الله خاليًا عن الناس، ففاضت عيناه من خشية الله سبحانه وتعالى، هذا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله.

فهذا فيه أن العبد يكون خائفًا من الله، خاشيًا له، سواءٌ كان مع الناس أو كان خاليًا بنفسه بحيث لا يراه إلاَّ الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (660)، ومسلم رقم (1031).