بما
أَعد الله فيها من النعيم والسرور والحبور. ولكن هذا يحتاج إلى إيمان، وإلى عمل
صالح، وإلى صبر في هذه الدنيا. ولا يحصل على ذلك إلاَّ مَن وفقه الله سبحانه
وتعالى.
والجنة
محفوفة بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات ([1])،
كثير من الناس يَتَّبعون الشهوات! هذا ابتلاء وامتحان من الله. والجنة محفوفة
بالمكاره؛ لأنها تحتاج إلى جهاد في سبيل الله، تحتاج إلى قيام ليل، تحتاج إلى صيام
نهار، تحتاج إلى طاعات. وهذا يَشُق على البدن، فهي محفوفة بالمكاره، أي: بما تكرهه
النفوس من العمل الشاق.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ﴾
أي: ما كنتم توعدون في الدنيا، ﴿هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٖ ٣٢ مَّنۡ خَشِيَ ٱلرَّحۡمَٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ
وَجَآءَ بِقَلۡبٖ مُّنِيبٍ ٣٣﴾ [ق: 32- 33] إذًا الجنة ما تحصل عفوا بدون تعب، لابد من
هذه الأمور.
قال
سبحانه وتعالى: ﴿ٱدۡخُلُوهَا﴾
يقول الله عز وجل للمتقين: ﴿ٱدۡخُلُوهَا﴾،
هذا إذن من الله سبحانه وتعالى، فالجنة داره، ولا يدخلها أحد إلاَّ بإذنه. وفي
قوله: ﴿ٱدۡخُلُوهَا﴾ تكريم لهم.
﴿ٱدۡخُلُوهَا
بِسَلَٰمٖۖ﴾ ليس عليكم خطر ولا مزاحمة،
ولا أحد يأخذ مكان الثاني مثل ما في الدنيا، أنت آمن، تدخلها آمنًا بسلام.
قيل:
سلام من الله عز وجل يُسَلِّم عليهم؛ كقوله: ﴿سَلَٰمٞ
قَوۡلٗا مِّن رَّبّٖ رَّحِيمٖ﴾
[يس: 58].
وقيل: ﴿بِسَلَٰمٖۖ﴾أي: بسلامة من الآفات، ومن الخوف والمرض والموت.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2822).