قادر على أن يخلق هذا
الأشياء في لحظة واحدة، ولكنه خَلَقها في أيام لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى.
·
وقد اختَلفت الأمم الثلاث في اليوم الذي
يتفرغون فيه للعبادة:
فاختارت
اليهود يوم السبت؛ لأنهم يزعمون أن الله استراح فيه.
واختارت
النصارى يوم الأحد؛ لأنه بداية الأيام التي خَلَق الله فيها السماوات والأرض.
واختار
الله لهذه الأمة المحمدية يوم الجمعة؛ لأنه اليوم الذي تكامل فيه الخلق، وفيه
حوادث عظيمة، منها: خَلْق آدم في يوم الجمعة، ومنها: إخراجه من الجنة، ومنها أن
الساعة تقوم في يوم الجمعة ([1])،
فهو يوم عظيم؛ فلذلك اختاره الله لهذه الأمة، وما حَسَدنا اليهود والنصارى على شيء
أعظم مما حسدونا على يوم الجمعة، الذي اختاره الله لنا، وصدهم عنه بكفرهم وعنادهم.
﴿وَمَا مَسَّنَا﴾ أي: وما أصابنا.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿فَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ﴾ [ق: 39] هذا أَمْر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
بالصبر على ما يقوله له أعداؤه من المشركين واليهود، والنصارى؛ من تكذيبه، والطعن
في رسالته، وإنكار البعث، وإنكار القرآن. كما سبق في أول السورة.
أوصاه الله وأَمَره بأن يصبر، وأن يستمر في دعوته، ويصبر على ما يناله من أذى الناس، ولا يلتفت إلى ذلك.
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: مسلم رقم (854).