×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 فهذا من صفات الداعية إلى الله، أنه يصبر على ما يَلقى من الناس في سبيل الدعوة إلى الله؛ من اللوم والتهديد، والتوبيخ والتنقص! فإنه يصبر ويستمر في الدعوة.

وفي الآية الأخرى: ﴿قَدۡ نَعۡلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحۡزُنُكَ ٱلَّذِي يَقُولُونَۖ فَإِنَّهُمۡ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجۡحَدُونَ [الأنعام: 33].

وفي الآية الأخرى: ﴿وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ ٩٨ وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ ٩٩ [الحجر: 97- 99].

فاصبر ولا تتأثر بما يقولونه لك؛ فإن هذا شيء قالوه في الأنبياء من قبلك، ﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ [فصلت: 43].

الشيء الثاني مما أمره الله به: ﴿وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ [ق: 39] «التسبيح»: معناه التنزيه، أي: نَزِّه ربك عما لا يليق به.

ويراد أيضًا بالتسبيح: الصلاة، فإن الصلاة تسبيح وتسمى بالسُّبحة ([1]). وهذا هو المراد هنا، ﴿وَسَبِّحۡ أي: وصَلِّ.

﴿قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ [ق: 39] أي: صَلِّ صلاة الفجر في بداية النهار، وصَلِّ صلاة العصر في آخر النهار، مع ذكر الله سبحانه وتعالى في هذين الوقتين.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱذۡكُرِ ٱسۡمَ رَبِّكَ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلٗا [الإنسان: 25]

وقال: ﴿يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ [النور: 36]، «الغُدُوّ»: أول النهار، و«الآصال»: آخِر النهار. فيُستحب ذكر الله في هذين الوقتين،


الشرح

([1])  كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (1104).