×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وتجب صلاة الفجر وصلاة العصر، في أول النهار وفي آخره، فهذا مما يُعِينه على تحمل ما يقال فيه.

وهذا مثل قوله تعالى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ [البقرة: 45]، وقوله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ [البقرة: 153].

فالصلاة فيها إعانة على تحمل المشاق، وتفرج الهموم، مع ذكر الله عز وجل بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد في الغدو والآصال.

ثم قال عز وجل: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ [ق: 40] أي: بعض الليل صَلِّ فيه، واذكر الله فيه. والمراد بصلاة الليل: التهجد؛ ولهذا قال: ﴿وَمِنَ ٱلَّيۡلِ و «مِن» تبعيضية، أي: صَلِّ من الليل بعضًا منه. وليس المراد أنك تصلي الليل كله، وإنما تصلي منه.

وكان صلى الله عليه وسلم يصلي وينام. فالمسلم يصلي من الليل وينام، لا يصلي الليل كله، ولا ينام الليل كله، وإنما يصلي منه وينام فيه. هذه سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ([1]).

قوله تعالى: ﴿وَأَدۡبَٰرَ ٱلسُّجُودِ [ق: 40] أي: اذكر الله بعد الصلوات، وذلك بالذكر الوارد في أدبار الصلوات المفروضة، قال سبحانه وتعالى ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمۡۚ  [النساء: 103]، والذكر بعد الصلاة مشروع.

وقد وردت الأدلة بأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا سَلَّم يقول وهو متوجه إلى القبلة: «أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»، ثَلاَثًا، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ» ([2])، ثم يتوجه إلى أصحابه ويلتفت إليهم،


الشرح

([1])  كما في الحديث الذي رواه مسلم رقم (1401).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (591).